الاتحاد الأوروبي والذي يضم العديد من الدول الأوروبية في القارة العجوز لم يكن مستثنى من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وكان ذلك سببا آخر للتساؤل عن مدى صمود هذا الاتحاد أمام التفكك خاصة بعد قرار سابق لبريطانيا للخروج منه تحت ما يسمى بقرار «البريكست».
فعليا اذا كنت مواطنا في دول الاتحاد الأوروبي فأنت لا تحتاج الى تأشيرة للتنقل بينها بل اكثر من ذلك، حيث يمكنك ان تشرب فنجانا من القهوة في بلدين مختلفين من دول الاتحاد لا يفصل بينهما الا مسافة متر واحد وحدود مرسومة على الأرض فقط ولا نقاط للتفتيش ولا حواجز إسمنتية، ولكن ظهرت الحواجز بعد ظهور فيروس كورونا، فكل دولة من دولها أصبحت معزولة عن الأخرى وكأنها تهتم بمواطنيها الذين يقيمون داخل حدودها مديرة ظهرها للدول التي تجاورها، وهذا ما أضعف مبدأ التضامن الذي قامت عليه فكرة الاتحاد الأوروبي.
كتب سفير إيطاليا لدى الاتحاد الأوروبي ماوريتسو ماساري مقالا بعد رفض الدول الأعضاء طلبات المساعدة التي قدمتها إيطاليا، قال إن «على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ خطوات ملموسة مؤثرة وعاجلة وألا يكتفي فقط بالاجتماعات وتبادل وجهات النظر».
علما بأن إيطاليا أعلنت انها فقدت السيطرة على مواجهة الوباء، والمرضى اكثر من سعتها الاستيعابية ونسبة الوفيات عالية جدا.
وأيضا في تصريح لرئيس الوزراء النمساوي سبستيان كورز بأن «مبدأ التضامن والتكاتف لا يعمل في أوروبا في ظل هذا الوضع الخطير».
أما رئيس وزراء جمهورية تشيكيا أندريه بابيس الذي سارع إلى إغلاق حدود بلاده مع 15 دولة، فقال إن «الدول الأوروبية لم تستطع تنسيق الوضع فيما بينها».
الرئيس الصربي إلكساندر فوتشيتش علق بالقول خلال مؤتمر صحافي «لقد رأينا أنه لا يوجد تضامن ولا تكاتف في أوروبا.
أنا أثق في الصين فهي الدولة الوحيدة التي يمكن أن تساعدنا. أما بالنسبة للآخرين (الدول الأوروبية) فنشكرهم على «لا شيء».
كما اعتبر عالم الاجتماع الفرنسي جاك أتالي أن «أكثر ما ينبغي القيام به هو السيطرة على أمواج التسونامي الصحية والاقتصادية التي تضرب العالم، لأنه في حال فشلنا في السيطرة عليها، فسنواجه سنوات قادمة مظلمة للغاية».
ومن الاخبار الغريبة، أن السلطات التشيكية استولت على أقنعة واقية صينية مرسلة إلى مستشفيات إيطاليا.
وفي خبر ثان وهو أن عددا من المدن والبلدات الإيطالية أنزلت علم الاتحاد الأوروبي عن السواري، ورفعت علم الصين بدلا منه تقديرا لدعمها لإيطاليا ولغيرها من الدول المنكوبة في أوروبا.
ورغـــم اتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءات متأخرة لإنعاشه من المـــوت فــي ظل هذه الازمة والتي اصـــابت اقتصادها بشكل مبـاشر وقـــاتل وذلك لان إيطاليا المنكوبة ترتيبها الثالث على مستــوى الاتحاد والثامن على مستوى اقتصادات العالم.
ولكن كرة الثلج هذه تتدحرج وتكبر مرورا بإسبانيا وفرنسا وغيرها من دول الاتحاد، وبكل تأكيد ان إيطاليا ستزيد من التعاون مع الصين في مجالات مختلفة نظرا لما قدمته من مساعدات لتتجاوز كارثة الوباء.
بالمختصر: ما سوف يؤثر على دول الاتحاد الأوروبي سينعكس علينا في الكويت كبقية دول العالم، خاصة في الجانب الاقتصادي لما بعد أزمة كورونا، فيجب الاستعداد لأزمة اقتصادية قادمة.
رسالة: مشكلة التركيبة السكانية التي نسمع عنها ولم نر لها حل فهل استوعبت الحكومة خطورتها بعد فيروس كورونا؟ اعداد كبيرة من العمالة لم يتم تقليصها تستنزف قدرات الدولة وعرقلت احتواء الوباء، ومازال أبناء الكويت في الخارج بانتظار الفرج ليعودوا الى الوطن.