العالم الذي نعرفه قبل وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا «تويتر» ليس هو العالم الذي نعيشه الآن.
تغيرت المفاهيم، وانقلب كثير من المعادلات سواء في الحريات العامة او مبادئ واستراتيجيات التسويق، او ادارة المشاريع، وبات «تويتر» لغة تأثير مباشرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، انه لغة تواصل مباشرة كسرت الحواجز، وبات معه قولا وفعلا العالم قرية صغيرة، والمذهل ان الأمر لم يقف عند الأفراد بل باتت كبريات المؤسسات الاقتصادية وعالم البزنس يقومون باعتماد كبير على وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ما يريدونه، ووفقا لأبحاث علمية متخصصة، ارتفعت ايرادات مؤسسات اقتصادية بنسب تفوق الـ 50% بعد تركيز تسويق المنتجات عبر «تويتر» الذي بات يوفر لك على شاشة في متناول اليد خيارات هائلة ومتعددة ما عليك سوى الاختيار من بينها.
وبشكل طبيعي باتت شبكات التواصل الاجتماعي من الطرق المهمة والرئيسية التي تعتمد عليها معظم شركات السياحة في نشاطها التسويقي والترويج لعروضها وجميع خدماتها التي تقدمها لعملائها والتواصل معهم، وتثقيفهم وتوجيههم في مواسم السياحة، وهي لغة تنال استحسان شريحة واسعة كانت تتحمل عناء الاتصال والاستفسار فيما الآن يجد الإنسان كل ما يتمناه بين يديه.
فباتت المعادلة «علينا التغريد وعليك الاختيار».
لقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى حلقة وصل مهمة جدا لإقامة أي نشاط سياحي أو تجاري بكل سهولة ويسر وبتكلفة بسيطة جدا اقل بكثير من اتباع طرق التسويق التقليدية، وليس سرا ان الشركات الرائدة هجرت أساليب التسويق الروتينية عبر وسائل الإعلام التقليدية وحل مكانها التسويق التكنولوجي عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تضمن الوصول السريع الى أكبر شريحة من المسافرين في أسرع وقت ممكن بأقل جهد وأقل تكلفة، ما يساعد الشركات السياحية على تحقيق أرباح عالية.
ما نعيشه هذه الأيام «ثورة»، ولكنها ليست ثورة سياسية، بل ثورة الإنترنت من خلال الشبكات العنكبوتية للإنترنت، عالم مثير في التقدم والتطور إن لم تستطع الشركات السياحية وأيضا المسافرون الاستفادة من هذه الثورة المذهلة في مواقع التواصل الاجتماعي فسنكون متأخرين عن العالم بكثير.
ما نشاهده الآن من التقدم التكنولوجي في صناعة الإنترنت أمر مذهل لا يصدقه عقل، حيث فاق عدد مستخدمي الـ «فيسبوك» في العالم المليار مستخدم بكثير حول العالم، وفاق عدد مستخدمي «تويتر» في العالم اكثر من نصف مليار مستخدم.
والجميل ان تكون الدول العربية على رأس قائمة الدول المستخدمة لـ «تويتر» في العالم حيث كشفت آخر الدراسات في العالم ان السعودية تأتي على قمة الدول المستخدمة لتويتر، ولكن الكويت فاقت التوقعات، حيث بلغت نسبة المستخدمين في الكويت 80% تقريبا، وهي نسبة كبيرة إذا ما قورنت بعدد سكان الكويت، وهـا من أكبر معدلات العالم، وان أكثر من 50% من الكويتيين يستخدمون تويتر عن طريق الهاتف النقال في البحث عن عروض السفر والرحلات السياحة، وهو ما يعكس الثقافة العالية في محاكاة التكنولوجيا، كما تتصدر اجهزة الهاتف النقال الأجهزة المستخدمة، إذ بلغ استخدامها 70% من استخدام الكويتيين أثناء دخولهم تويتر، ومن المؤكد أن الإحصائيات أثبتت بشكل عام من خلال أجهزة الكمبيوتر الخاصة وأجهزة الموبايل أن الكويتيين من أكثر شعوب العالم استخداما لتويتر مقارنة بعدد السكان، حيث تربع أهل الكويت على قائمة الأكثر تغريدا في العالم العربي.
ومصدر الفخر كويتيا ان نخبة من بعض شباب الكويت يكسر حاجز المليون متابع، والأكثر من ذلك حصول احدهم على المرتبة الـ 20 على مستوى المغردين العرب امثال الشاب الكويتي محمد المويزري.
وشركات السياحة في الكويت لم تكن بمنأى او بعيدة عن دخول حلبة المنافسة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حيث ظهر واضحا للعيان حسابات بأفكار جيدة لشركات السياحة والسفر في محاولة لتقديم عروض رحلاتها عن طريق «تويتر»، راغبة في الوصول الى أكبر شريحة من المسافرين الكويتيين واستقطابهم.
وأخيرا، فلن تتوقف الشبكة العنكبوتية عن تقديم المذهل والمثير في مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك تحديثات شبه يومية، فالقادم لا يمكن ان يصدقه عقل، بل يفوق ما يتصوره او يحلم به العقل، ألم يقل الباري عز وجل (علم الإنسان ما لم يعلم)؟!