كم تتوقع الكويت زائرين من هلا فبراير، وكم العائدات المرجوة وما الهدف التسويقي؟ أسئلة مطروحة مشروعة ونحن على أعتاب حدث سنوي يتم الإعداد له من عام الى عام.
بعين محايدة وخبيرة أتلمس هموم وشجون قطاع عريض وجناح مهم من أجنحة السياحة يكاد يكون مهمشا او منسيا، علما انه غاية في الأهمية قياسا الى دوره الرائد وخبراته الطويلة في قطاع السياحة والترويج لها فصميم عمل هذا القطاع البيع والسياحة مبيعات وتسويقا.
فالسياحة قائمة على فن الجاذبية. لم لا وقد تحولت السياحة لأن تقود اقتصادات دول عملاقة مثل ايطاليا واسبانيا وغيرهما على سبيل المثال لا الحصر، وأصبحت مفصلا أساسيا ورئيسيا لأي مشروع تنموي ولنا في دبي أسوة، فهذه الإمارة الخليجية الجميلة نشأت وازدهرت وأذهلت العالم من خلال التميز السياحة.
وعندما نتحدث عن السياحة فهذا يعني، تسهيلات، ومرونة في الدخول والخروج، وخدمات متميزة ومتطورة، استقبالا باهرا، ابتسامة مشرقة، شبكة نقل وخدمات لوجستية عالية الجودة، منظومة متكاملة من الخدمات لأنها في النهاية تدر إيرادات هائلة، فهي ليست خدمة مجانية أو دعما للزائر فحسب، بل خدمة مقابل مال.
ما سبق من تمهيد يأتي عشية ارتداء الكويت ثوب العرس السنوي الذي تتجمل فيه البلاد وتتزين لاستقبالات شهر النزهة والفرح والمرح، هلا فبراير الذي يحمل مناسبات وطنية عزيزة على قلوب الجميع، جميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
نتمنى ان تكون الاستعدادات بحجم الحدث، وان يكون ما يقال عن وقف الزيارات مجرد اشاعات لأنه في النهاية عرس سياحي ترفيهي، يجب ان تفتح البلاد اذرعها للضيوف وأن تمنح الزيارة بالمطار للعاملين في دول مجلس التعاون وان تحدد مدة الزيارة أو تمنع تحويلها
نتطلع الى ان يكمل المهرجان مسيرته المميزة في اقامة العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والفنية والتسويقية.
حيث أصبح المهرجان سببا رئيسيا في رسم البهجة والسعادة وإدخال السرور على الشعب الكويتي، حيث ان شهر فبراير شهر الخير يتميز باعتدال الطقس وتميزه عن معظم دول العالم مما يجعله شهرا مناسبا للكرنفالات والاحتفالات والأنشطة الخارجية المصاحبة للمهرجان، مما يسهم في تسويق اسم الكويت خليجيا ودوليا.
كما نأمل ان يكون نواة لإستراتيجية سياحية طموحة تبدأ الكويت في تأسيسها وترسيخها ورسم خطة للمشاريع التي يمكن ان تخدم هكذا طموح.
المشهد العام للمهرجان وحسب تصريحات اللجنة المنظمة يؤكد على أن الفعاليات ستكون موزعة على رياضية وثقافية ودينية وترفيهية وفنية علاوة على عدد من المعارض النوعية المتخصصة التي تقدم للمرة الاولى في المهرجان ومفاجآت عديدة تشكل إضافة نوعية تؤكد أن هلا فبراير أكبر تظاهرة احتفالية كويتية للم شمل الأسرة الكويتية ورسم البهجة والسرور على الشعب الكويتي، وهذا الأمل دائما.
ولكن مأخذ متكرر، ننبه اليه للمصلحة العامة، وهو انه لا توجد رؤية واضحة المعالم من جانب اللجنة العليا المنظمة للمهرجان تجاه شركات السياحة التي من المفترض ان تكون الشريك الاستراتيجي الأول لنجاح هذا المهرجان لما لها من خبرات كبيرة تستطيع ان تخدم بها المهرجان وتعلي صورة الكويت عالية خفاقة أمام دول العالم، فشركات السياحة هي الذراع التسويقية الأولى، وكان يجب على الهيئة العليا للمهرجان أن تستعين بهذه الخبرات حتى يصل المهرجان بعد طيلة هذه السنوات الى العالمية.
وأن يكون مردوده الاول سياحيا وليس تسويقا، لقد أصبحت السياحة الآن محورا مهما من محاور رأس المال الاجتماعي ومن خلالها تتسع آفاق الأفراد والجماعات، لقد وجب علينا من خلال رسالة الاعلام أن نوجه اللجنة العليا للمهرجان لضرورة إشراك شركات السياحة وأيضا جميع شركات الطيران العاملة في سوق النقل الجوى وليس الاقتصار على الخطوط الجوية الكويتية وحدها في المشاركة.
نحن لم نقصر من خلال واجبنا الإعلامي في ضرورة البدء المبكر والاستعداد لهذا الحدث المهم في الكويت، حيث أشرنا الى ذلك في مقال بتاريخ 23 سبتمبر 2013 بعنوان «وفاء للكويت من الآن نصيح.. هلا فبراير هلا» وننتظر مهرجان هذا العام 2014 وكلنا أمل أن يكون انطلاقا الى العالمية وأتمنى من اللجنة العليا للمهرجان دعوة جميع وزراء السياحة العرب والأجانب وجميع المنظمات السياحية العالمية لحضور فعاليات هذا الحدث الاضخم على أرض الكويت.