خالد القطان
لست علمانيا اتبع النظام الرأسمالي المنادي بالانفتاح على الغرب ولست شيوعيا أنتمي للأحزاب المعادية لهذه الأنظمة ولكن المؤشرات والدلائل تنذر بحرب شاملة بين طهران وواشنطن، الأمر الذي يحتم على القيادات السياسية في دول الخليج التعامل مع هذا الموقف بذكاء حتى لا يفسره أحد الأطراف (ان لم تكن معي فأنت ضدي) السؤال المطروح لماذا تدفع هذه المنطقة دائما الضريبة غالية هل بسبب طمع القوى الكبرى في السلطة والهيمنة أو الامساك بمفاتيح الطاقة الموجودة فيها التي قدرتها وزارة الطاقة الأميركية بأنها في سنة 2020 ستكون بنسبة 65% من الانتاج العالمي للنفط.
ومن هنا تأتي أهمية هذه المنطقة، فلندخل في خندق كل فريق لبيان تاريخه ونقاط قوته وضعفه، ولنبدأ بالولايات المتحدة: يطمح الآلاف بل الملايين للسفر اليها والعمل فيها، فهذا البلد بمنظور الكثيرين تصبح القيود فيه حنانا والزنزانة دفئا وأمانا وأنها بلد الديموقراطية والانفتاح، وفي رواية انه في أوائل القرن التاسع عشر أصدر البرلمان الأميركي تشريعا يقضي بإعطاء الملابس والبطانيات ولوازمها للهنود الحمر (السكان الأصليين) لأميركا بغية كسب رضاهم والتقرب لأجل عقد صفقات لتنحيتهم عن أراضيهم فما ان وصلتهم الهدايا حتى سقطوا كقطيع الماشية بعد ان اتضح ان هذه الهدايا ما هي الا نفايات لمصحات علاج الأمراض المزمنة كالجدري والكوليرا والدفتيريا والملاريا، فوجد الهنود الحمر أنفسهم أمام حرب جرثومية قذرة لم يستطيعوا مجاراتها فلجأوا الى طاولة المفاوضات الأميركية بحثا عن مساعدة بعد ان كانوا ندا لهم، وقال كبير مفاوضيهم بالرواية، بمجرد ان لمست الورقة بريشة أوز لم أكن أعرف اني بتلك الفعلة أوافق على التنازل عن قريتي وأصبحنا في معتقل للعبيد، وعادة ما يحتفل الأميركيون بيوم كولومبوس وهو يوم ابادة السكان الأصليين فمن اللاءات الأميركية التي لم تتغير حتى الآن.
احصل على الأرض والبحر والسماء (فأنت هكذا حر نفسك).
ماذا لو فعلت ما يضرك وجلبت الضرر للآخرين (فالشيء بالشيء يذكر).
وفي الوقت الحاضر ومع تصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة من أصعب السيناريوهات المحتملة التي تخوف منها الأميركان توقف الانتاج البترولي بسبب تنفيذ ايران لوعدها الذي بدوره سيؤدي الى نقص انتاج الولايات المتحدة 18% والانتاج الأوروبي 23% واليابان 27%، حيث يقول البروفيسور هنري رون من جامعة اوكسفورد ان صناعة الحرب فيها كل شيء جائز والاحتمالات كلها قائمة على السواء.
اما في الجانب الآخر فان السؤال هل سينجح الحلم الفارسي في التغلب على النسر الأميركي؟
تشير الدلائل الى انه بعد حرب الخليج وتقهقر العراق اصبحت ايران هي أكبر قوة اقليمية بالمنطقة ولديها تفوق عسكري واستخباراتي كل هذا يجرنا للتساؤل: كيف تكون ايران غيورة على الأمة العربية ومصالحها وتدافع عن لبنان وتغتصب اراضي عربية كالجزر الإماراتية الثلاث؟
هل فعلا الذي يتحدى الولايات المتحدة ومهدد بالضرب منها في أي وقت لمخالفته البرنامج النووي الذي اتضح اخيرا انه غير سلمي يختار هذا الظرف الصعب ليوسع جبهة اعدائه بدلا من ان يكسبهم اصدقاء له.
هل المسألة تنتهي أم انها على وشك ان تبدأ؟