خالد القطان
في إحدى زياراتي السابقة للولايات المتحدة الأميركية في ولاية كاليفورنيا كنا في موسم الشتاء حينها، وأغلب القاطنين في الحي يخرجون للتنزه أو للتسوق ولكننا كنا من التواقين للجلوس مع ربعنا في الحي الذي نقطن فيه ولعب الاكوت والهند في منزل صديقنا القديم سالم سلمان الصباح الذي كان ماهرا أيضا بالطباخ وعمل المكابيس والأكل الكويتي الأصيل، فدائما ما كنا نغرق قاطني الحي بالعزايم وخاصة جيراننا عائلة مستر (بول) المهم في الموضوع ان عائلة مستر بول أحبت أن ترد العزيمة بحفل باربكيو على الهواء الطلق، حينها دخل كلب منزلي آتيا من الجوار متتبعا رائحة اللحم المشوية فوقف منتظرا نصيبه حتى نهره مستر بول بنظراته «اللي يتطاير منها النار والشرر» حتى فر هذا الكلب ذو المشاعر المرهفة منكسرا لم يجبر بخاطره فأضرب عن الطعام وأصبح لا يحب مجالسة بني البشر وفقد من وزنه الكثير، فخاف عليه صاحبه ان يفقده الى الأبد فرفع دعوى قضائية مختصما مستر بول ومتهما اياه بممارسة نوع من العنف تجاه كلبه، وفي جلسات المحكمة حكم القاضي على مستر بول بأن يؤدي لصاحب الكلب مبلغ 10000 دولار كتعويض جابر للضرر، لا أدري لماذا تذكرت موقفا كان يدور بمخيلتي لمزرعة تقوم بها مراهنات على مصارعة الكلاب والذي يخسر يطلق عليه صاحبه رصاصة الرحمة ليريحه من شقائه، وفي بلاد أخرى في الوطن العربي تطحن وتصدم القطط في الشوارع وتكون تحت عجلات المركبات في الخطوط السريعة، وكذلك الخيول تجر عربات تفوق وزنها بعشر الى اثنتي عشرة مرة لتصبح بوزن الشاحنة وتجلد وتضرب حتى تسقط صريعة التعب والمرض والمعاناة وسوء التغذية، وكذلك الدجاج في بعض المزارع يضرب بحقن ماء حتى يصبح كقارب شراعي وزنها وزن رجل بالغ في منتصف عمره، لماذا لا يكون هناك دور أكثر تأثيرا للبلدية بالنسبة لحماية المستهلكين ولحماية هذه الحيوانات فتصدر قانونا بحرية امتلاك هذا الحيوان بشروط وضوابط حسن معاملتها واستصدار اوراق ثبوتية للتنقل والترحال.
وفـــي الـــــيابان تــربط أرجــــل الأبقـــــار بأثقال وأحمال كبيرة حتى لا تتحرك ويعطونها فقط الخمر لأنه يبعث على العطش والجوع فتأكل فتصبح افخاذها بحجم خـــزانة الملابس ولكنها طرية ذات طعم مميز بعد الطبخ وهذا نوع من أنواع العنف الذي نرفضه.