ويعني «الترند» أن تكون أعلى قائمة المتداول من الأحداث أو الأشخاص، أو من الخمسة الأوائل، أو كما يشاء المتحكم بـ «خوارزميات» الترند أن يضع من مقاييس!
التسويق تحول للأشخاص بعد أن كان للسلع، بالطبع عدا التسويق للسياسيين فهو منذ الأزل ومستمر إلى يوم القيامة!
إذن عزيزي الإنسان كنت المستهدف بالبيع فصرت السلعة التي تباع!
لقد صنع الهوس الذي خلقته فكرة التكاثر بالأرقام منذ بداية ثورة «السوشيال ميديا» وبتصاعدها مجتمعات تحصل على الاعتبار والقيمة من «الترند».
و«الترند» مصطلح أجنبي يصف ترتيبك في وسائل الاجتماعي ويعني «أعلى القائمة» أي: مبروك أنت «ترند» اليوم، هي بشرى سارة بالتأكيد ليس لأولئك الذين يستفيدون من الانتشار بترويج السلع واستخدام «الترند» لرفع أسعار الإعلانات فحسب، بل خبر جيد حتى للذين ليس لهم في هذا العالم خبرات وفوائد فتجدهم في سعي متواصل للتواجد في «الترندات» لأكثر من سبب، عدا المنفعة المادية لأنهم غالبا يكونون من قليلي الحظوة بأرقام المتابعين، فيكون الفضول لأسباب حصول هذا الموضوع أو الشخص على «الترند» السمة العامة الرئيسة للمشاركات، ثم الرغبة في لفت الانتباه عبر النشر لعله يحقق بعض المتابعات، والسؤال هل يشبع المتجول في «الترندات» رغبة الفضول والشهرة المحتملة؟!
الشركات التي تقيس رد الفعل على سلوك المشاركات في «الترندات» تشيع ذلك، بينما الذي يحدث كالتالي: المتحكم بالبرمجيات لوسيلة التواصل يستطيع زيادة ووقف ومنع ومنح وإغلاق المتابعات والإعجابات وإعادة النشر، وهذه السيطرة على البرنامج تمكنه من زيادة المتابعين لمن يشارك في الترند لدعم فكرة المشاركات، الأمر الذي يجعل العميل يتخيل أنه مستفيد، بينما بعد يوم أو اثنين من انتهاء موجة «الترند» يفقد المتابعين!
علامة التعجب هذه لا تعني أنني مستغربة من المعلومة، بل أعجب من المنغمسين في عالم التواصل الاجتماعي بالرغم من تكرار ووضوح أن هناك سيطرة وتوجيها وتحكما في الحركة والنشاط والتفاعل مع الحسابات في «السوشيال ميديا» إلا أن اللهاث خلف التكاثر بالأعداد متصدر السلوك العام، وكل يوم يصدقون ذات الكذبة!
أظن أن هذه الحقيقة، تصديق الكذبة ذاتها والوقوع بنفس الفخ تكرارا ومرارا وباختيار ورضا بل وسعادة، اضطراب جديد يتطلب درسا من علماء السلوك البشري.
لماذا يدخل الجحر الذي يلدغ منه دائما؟
هل يبحث عن لدغة أشد ألما؟
يخضع لنظرية الولاء للمتحكم (العبودية اللاواعية)؟
مازوخية واستعذاب العذاب؟
ستوكهولم التعاطف مع ماسك العصا؟
أم ماذا يا قوم، لقد هرمنا؟!
kholoudalkhames@