شكراً للرئيس جابر المبارك وحكومته للاستجابة لمقترحات ترشيد الإنفاق الحكومي والتي نشرتها في حسابي الرسمي في تويتر بعد الانخفاض المتواصل في أسعار النفط عالمياً، ومثلما لاحظنا جاء بموازاته تصريحات لأكثر من مصدر حكومي وكانت سلبية وأثارت حفيظة المواطنين.
ونحن بدورنا سنقف مع الحكومة جنباً إلى جنب في خطط الترشيد، ما دامت تبدأ بمصروفاتها قبل أن تطالب الشعب بذلك.
وجاءت تلك الاستجابة، أو قد تكون محض صدفة لا فرق مادامت هناك خطة لوقف الهدر، أثناء اجتماع مشترك عُقد أمس بين مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للبترول لاتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الاحترازية لتلافي تأثير انخفاض أسعار النفط، وعلى رأسها خفض الحكومة لمصروفاتها.
وتناول تثبيت الاعتمادات المالية التقديرية لبنود المصروفات الخاصة، وأن تُعقد مؤتمرات وتُمنح المهمات الرسمية بموافقة الوزير وللمصلحة السياسية والاقتصادية الضرورية فقط، وتوجيه لجنة المناقصات المركزية بعدم طرح مناقصات دون التحقق من توافر وتخصيص الاعتمادات المالية، أخذ رأي وزارة المالية قبل تقدم أي جهة أو وزارة إلى مجلس الوزراء بطلب إصدار قرارات ذات كلفة مالية، إصدار القرارات اللازمة لتخفيض الدعومات تدريجياً مع مراعاة عدم المساس بالمواطنين من أصحاب الدخل المتوسط.
وأيضاً نقترح على الرئيس أن يتحقق من مصطلح «الضرورة السياسية والاقتصادية» في المهام الرسمية لأنه مطاط وتقديري وليس كل قيادي يمتلك «أمانة حسن التقدير»، بالإضافة لبند الاستثناءات الذي من حق الوزير اتخاذها، حتى تتحقق العدالة فيكون الوزراء كلهم سواء في خطط التقشف لإدارة حقائبهم.
أما الدعم الحكومي للمواطن، فأظنه خطوة يجب تأجيلها تماماً حتى ظهور نتائج «وقف الهدر الحكومي» وذلك لأن الكويت لديها القدرات المالية، وأزمتها في سوء الإدارة التنفيذية، أما وأننا بصدد خطط تنبئ بتغيير في نمط تفكير الإدارة، فلنرَ النتائج ونتريث في أي قرارات من شأنها خفض الدعم على حاجات الشعب من مأكل ومسكن وتطبيب وغيرها.
خطوة مسؤولة من الحكومة، ونتمنى أيضاً أن يساهم الديوان الأميري وديوان سمو ولي العهد أيضاً في خطة ترشيد الإنفاق الحكومي، آنذاك سيقول الشعب نفس قول المغفور له بإذن الله المرحوم الملك فيصل بن عبدالعزيز، ولمقولته قصة.
في الثاني والعشرين من رمضان عام 1393هـ (1973م) صدر بيان عن الديوان الملكي السعودي جاء فيه «نظراً لازدياد الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، فإن المملكة العربية السعودية، قررت إيقاف تصدير البترول للولايات المتحدة الأميركية لاتخاذها هذا الموقف»، واللافت أن مجلة التايم الأميركية، بعد قراره، أسمته «رجل العام» لسنة 1974م.
كان ذلك إبان الاعتداء الثلاثي على مصر، فزاره الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، وكان أول رئيس أميركي يزور المنطقة وفي ذروة الحرب الباردة، واستقبله في مطار جدة وفي الاجتماع المغلق بينهما كان الملك فيصل طلب أن يوضع إناء لبن وآخر فيه تمر وعند دخولهما مقر الاجتماع قال: «لقد عاش آبائي وأجدادي مئات السنين على هذا الذي أمامك وأيضا كان شعبي، ولا أمانع من العودة إليه ونعود للخيام ونستغني عن النفط».
رد نيكسون: ألا تخشى من تجميد الأموال التي في بنوكنا؟
فقال الملك فيصل: لك ما تشاء ولكن ما هو رأي شعب الولايات المتحدة الأميركية وأيضا حلفائكم؟
انتهى الاجتماع على أن تتوقف الولايات المتحدة الأميركية عن تزويد إسرائيل بالسلاح وأن توقف الحرب فوراً.
انها قصة بعبرة ستبقى لأجيال، فرحمة الله عليك يا فيصل.
ونحن أيضاً أبناء الكويت يمكننا أن نعيش على اللبن والتمر إذا عاش الجميع سواسية معنا عليهما، وأزمات الماضي خير دليل على صدقنا.
kholoudalkhames@