دعا ناشطون كويتيون لتجمع ومهرجان خطابي الليلة نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم تحت عنوان «إلا تنصروه فقد نصره الله» بعد صلاة العشاء مباشرة.
وذلك بعد أن تكررت الإساءة والإهانة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، المرسل رحمة للعالمين، برسوم كاريكاتيرية، وبهجوم لا مبرر على شخصه وآل بيته وعرضه وسيرته في إعلام الغرب، بل ويتناصرون بعضهم بعضاً بتكرار الوسائل الإعلامية نشر الإساءة عدواً وبغياً على ديننا.
الذب عن غيبة أي مسلم واجب على من شهدها، واجب أخلاقي بالدرجة الأولى والدين منسجم مع الأخلاق لا تعارض بينهما بل تكامل، فكيف بالذب عن محمد صلى الله عليه وسلم؟!
لقد امتلأ العالم الغربي بالمسيرات سنداً واحتجاجاً على إهانة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، بينما العالم العربي غارق في فتاوى تحريم التظاهر ووجوب الحصول على ترخيص من الدولة له، مازال العلماء بين محتار في قياس المصالح والمفاسد، وبين منتظِر لقرار السلطات، وبين معتزل وهو أسهل الدروب، ألا يعلمون أن صمت الأخيار وقود الأشرار ؟!
عندما وقعت فرنسا على اتفاقية حقوق الإنسان ومنها حق التعبير، كان مشروطاً بحدود المسؤولية واحترام الآخر والحفاظ على الأمن القومي والاجتماعي، فناقضت نفسها وخرقت الشروط، وتركت صحيفة نكرة تبحث عن الشهرة بسب شرف خير البشر صلى الله عليه وسلم وجرح مشاعر المسلمين بكشف عورة عنصريتها ضدنا.
وأغلبية المسلمين من الفقاعات الفارغة، للأسف، منهم من يطالب بتشريع شرب الخمر، ومنهم من يعتبر لبس المايوه للنساء في الشواطئ العامة حرية شخصية، الإسلام مبتلى بالمسلمين لا العكس، لذلك تجرأ علينا هؤلاء، وما عاد ممكناً الصمت، وأضعف الإيمان أن نعترض بوقفة تضامنية رافضة احتقار «الرجل الأول» لما يفوق المليار مسلم.
ماذا يريد دعاة حرية التعبير؟ أن نسمح بشتم أمنا عائشة رضي الله عنها؟ أن نصمت عند الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟ ماذا يريد «غثاء المسلمين» العالة على ديننا ومجتمعاتنا وخطابنا الثقافي والدعوي، وخطاب محمد الأممي، ومشروع الرحمة الذي جاء به للعالمين وليس فقط لأمة واحدة؟ ماذا يريدون؟!
أن نتبع شريعة ماركس ومنهاج لينين؟ أم أن نعتبر التعدي على مقدسات الإسلام جزءا من «الباكج» الذي يجب أن نأخذه كله أو نتركه كله من قانون حقوق الإنسان الدولي الذي يسمح للشواذ بالحرية في ممارسة شذوذهم والزواج أيضاً؟!
لن يحدث ذلك، الإسلام وضع نظاماً للحريات وهو قانون المسلمين لا قوانين الأمم المتحدة، لأننا وإن اضطرنا الضعف والهوان أن نكون أعضاء في محافل تظلمنا، فلن نقبل أن يتعدى الظلم على ثوابت ديننا ولو كان الثمن أبحر دماء.
عندما خطب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس جاء في خطبته: «.. وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلهِ عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ، وَيُحْيُونَ الْحَقَّ بِذِكْرِهِ ..» فأخذ البعض هذه الجملة من عمررضي الله عنه، ولم يأخذوا عدله، وصاروا يكررونها بلا علم في كل مرة يتم التعدي على ديننا بالشتم «أميتوا الباطل بعدم نشره» وتناسوا أو جهلوا الأمر الرباني بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهل هناك منكر أكبر من التطاول على مقام النبوة؟! وتغافلوا عن الأمر الإلهي بتوقير النبي صلى الله عليه وسلم والذي جاء بنص غير قابل للتأويل والاجتهاد.
أخيراً: السكوت عن سب محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته وآل بيته وصحابته ردة عَقَدية، ولمن تنتفخ أوداجهم في كل مناسبة دفاعاً عن حرية التعبير، نعم نريد حرية تعبير مسطرتها الشريعة الإسلامية، أما الحرية التي تهين الآخر فهي «قلة أدب» ومن لم يؤدبه الزمان يؤدبه السلطان.
twitter@kholoudalkhames