مباشرة بعد تخرجي من الجامعة، تخصص علوم سياسة واقتصاد، تخيلت نفسي سفيرة للكويت، رغم أنه آنذاك، في مطلع التسعينيات كان خيالاً! أفتاة كويتية سفيرة؟!
وبعد أن روضت خيالاتي وقصصت ريشها وأعدت مصفوفة تفكيري لتتلاءم مع الواقع، قبلتُ بدور «سفيرة لكل سفارات العالم» ليس لسفارة فحسب، عندما وضعت العمل الذي أقوم به كصحافية، وجدته منصب سفيرة فوق العادة مفوضة لنقل الوقائع وقول الحقائق، وبدأت الرحلة لـ «سعادة السفيرة».
الحب الممنوع الذي نشأ بيني وبين الصحافة بدأ وأنا في مقاعد الدراسة الجامعية كممارسة، بينما يبدو أنه كان يحوم في داخلي منذ بكور بداياتي، النشاطات الإذاعية في المدرسة، الإلقاء، الخطابة، المنشورات الطلابية للقوائم، هذه كانت في الجامعة، العمل الإعلامي والإخبار بالحدث وترتيب خطب حسب المناسبات هوايات رافقت جدائلي و«المريول».
في الجامعة بدأت العمل النظامي مع صحيفة «الوطن» بتزكية من أستاذيّ د.غانم النجار والمغفور له بإذن الله د.أحمد الربعي، حيث كانا مستشارين في الصحيفة، وحصلت على ثقة المرحوم بإذن الله رئيس التحرير آنذاك جاسم المطوع، ولم أغادر «الوطن» حتى بيعت بعد التحرير ولم يبق من قِيَمها التي بهرتني كإعلامية مبتدئة مثل: حرية التعبير، الديموقراطية، الوطنية، إلا اسمها «الوطن».
أحب الجذور، أتعلق بالأماكن والأشخاص وبعض الأشياء، ولكن لا أترك لما أحب وأرغب الزمام، يبقى طرف الخيط بيديّ لئلا تجرفني العواطف والثقة الزائدة وحسن الظن المبالغ فيه إلى الارتباط بمكان يتناقض مع خطتي لمسيرتي، أو الإبقاء على أشخاص يتعارض وجودهم في حياتي مع قيمي ومبادئي، أو الاحتفاظ بأشياء تبدو ذات قيمة ولكنها الثقل الذي يسحبنا للغرق في محيط التنازلات في سبيل اقتناء الأقيم والأغلى.
لذلك غيرت أكثر من عمل، وتنقلت بين أكثر من صحيفة، ليقين أن التعلم والتأقلم رحلة حياة لا تقف عندما نقرر التغيير بل تستمر به.
بين كل التحولات ثبت حبي للعمل الإعلامي.
الإعلام باختلاف أذرعه وجه العملة الآخر للعمل السياسي، لا يمكن الفصل بينهما من دون إحداث ندوب تشوه وظيفة الاثنين معاً، وأكمل مشروع ذاك الذي يجمع بين الأفضل من الفريقين.
فصار الإعلام السياسي هوايتي ومهنتي.
لاحظت في الـ «سوشيال ميديا» أنهم ينشرون صورهم في 2009 و2019 ليرى المشاهد التغيير في أشكالهم، فرأيت أن أنشر هذه السطور وأظنها ستكون أكثر فائدة من احتساب التجاعيد أو الوزن!
kholoudalkhames@