ماضي الهاجري
زيادة الرواتب الحلم الذي يعيشه جميع المواطنين اصبح حلما مرعبا بينما كان بالأمس حلما مميزا يملؤه الخير والمستقبل، واليوم وبعد ان كثرت الشائعات والاقاويل حول تلك الزيادة اصبح جميع المواطنين بمن فيهم من هو غير محتاج للزيادة يتخوف من يوم الاعلان عنها، معتقدين انها ستخيب الآمال خصوصا ان عدة وزراء لزموا الصمت تجاه تلك الشائعات التي جعلت دواوين اهل الكويت تنشغل بها والكل يحلل على مزاجيته، فالبعض يريد زيادة 300 دينار اما البعض الآخر فيريد ضبط الاسعار و.. و.. و..، فأصبح الجميع منشغلا حتى عن امور بيته لدرجة ان البعض اصبح متصفحا جيدا لصفحات الجرائد بشكل يومي.
والغريب في الامر ان حكومتنا حين تمد يد المساعدة للشعوب الاخرى وتتبرع بأموال طائلة لا تلجأ الى البنك الدولي بينما حين ارادت زيادة رواتب موظفيها لجأت الى البنك الدولي الرافض لأي زيادات بينما يؤيد توزيع الهبات والمساعدات على الدول والشعوب الاخرى.
والاغرب من ذلك ايضا انها عاجزة ومتخوفة من الاعلان عن قيمة الزيادة المرتقبة التي شغلت الجميع واصبحت عناوين الصحف، واخذ الجميع ينتظرها ويريد معرفة مصيرها ومن يستحقها، وفي كل يوم يظهر لنا وزير ما يصرح حول الزيادة منهم من ينفي ومنهم من يؤكد، ومنهم من يقول انها لن تشمل اصحاب الكوادر ومنهم من يقول انها لن تصرف بأثر رجعي وكل هذه التصريحات والحكومة حتى هذه اللحظة التي اكتب فيها هذا المقال لم تتوصل الى قرار بشأن الزيادة.
الى متى هذا العمل الركيك للبعض من الوزراء؟ والى متى الاعتماد على الغير حين تكون المصلحة للشعب الكويتي بينما يتخذ القرار في اقل من ساعات بشأن المساعدات للشعوب الاخرى كالفلسطينيين واليمنيين والاردنيين؟!
اليوم كلنا نعلق الآمال عليكم يا أعضاء الحكومة فلا تقروا زيادة ينفر منها الجميع ولا تأتوا بما لا يقضي حاجات المواطنين خصوصا في ظل ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية الدائم، اليوم الكويتيون ينظرون الى قراركم فسموك من يستطيع ان يرسم الابتسامة على شفاه الكويتيين وسموكم من يستطيع الاستغناء عن البنك الدولي ومن سيتخذ القرار بعد الله سبحانه وتعالى والامر لك فلا تخيب آمال الكويتيين المعلقة بك وبقرارك.
وانا عندي قناعة تامة بأن الزيادة لن تتجاوز الـ5% من الراتب لأن الحكومة رفضت الخمسين دينارا الاخيرة بسبب تضخم باب الاجور، وانتم ايها المواطنون تأملون ان تكون الزيادة فوق حاجز الـ300 دينار، وعلى العموم اصبروا وستعرفون جيدا ان حكومتنا «تقف دائما» بجانب المواطنين.