ستدخل النوق سوق التاريخ من أوسع أبوابه وبكل أشكاله وصوره كما دخلت من قبل، بدءا من ناقة نبي الله صالح عليه السلام، ثم القصواء، على راكبها أفضل الصلاة وأزكى السلام، وهكذا حتى جاءت «ملكة جمال الإبل» في منقيات المزاين، ثم ناقة الشاعر الفذ «ناصر الفراعنة» في قصيدته التي طارت بها الركبان، ثم ناقة مصر، وهي الناقة التي دخلت التاريخ الجديد بأفعالها، في معركة بين الجمل والبشر.
رباه: لطفا بالسوق والأعناق.. هذه المظاهرات الواقعة هناك هي من المواطنين الخلص، ليست لهم أفكار سياسية يحملونها ولا طموحات حكم، والمعارضة السياسية جزء منها بالطبع، وواضح أن المراد والمقصود منها ـ أي المظاهرات ـ أن «الشعب عايز ياكل».
فاجتمع فيهم من بأقطارها على اختلاف مشاربهم وما ذاك إلا لاتحادهم في المقصود، ولذلك منع السواد الأعظم منهم من يريد العمل والتكسب على حساب هذه الانتفاضة الشعبية المصرية، والركوب فوق جوادها وهو يصهل.
حينما تدخل الجمال والأسلحة البيضاء في هذا الجمع المليوني على مدى عدة أيام، ويحميه الجيش وعناصر الشرطة، والتي لم تقم بما يلزم وقتئذ أين هم بعد دخول المؤيدين ـ معارضي المعارضة ـ حسب ما تراه الحكومة المصرية؟ هنا تستطيع أن تضع 30 علامة استفهام هي مدة حكم الرئيس مبارك وسيجيب الشعب المصري عنها في القادم من الأيام.
بعد أن عبرت هذي الناقة من تونس الخضراء في طريقها إلى سيناء، مرت على اليمن السعيد، فوضعت حوارا لها هناك، ثم أكملت طريقها ومشوارها دون حوارها.
ومن حق الشعوب أن تتساءل: أين ستقف هذه الناقة؟ وهل هي حقا مأمورة؟
وكم ستدوس هذه الناقة من رؤوس ومرؤوس؟ وكم هو نصيبها من الأموال والفلوس؟ ومن يمتطي هذه الناقة؟ وكم يتمنى بعض الرؤوس ألا تؤمر الناقة هذه بالرعي في أراضيها!
لقد تعلمت المدارس الفنية التمثيل على أصوله وحقيقته من الإخوة المصريين، واليوم ونحن نتابع أحداث هذا الفيلم في المواجهة المأساوية، والتي يرى بعضهم أن البطل فيها هو الحكومة المصرية نتساءل إلى متى وكيف ستنتهي الرواية؟
(إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟).
وإن غدا لناظره لقريب.
ناقتي اللي اعبرت.. تونس، قاصده هل السويس
شوفها بداير التحرير.. طقها للقايم تدوس
عابرة يم البشر.. والحامي جيش والبوليس
والركبي ماهر ما عليك..كل قبض حفنة فلوس
قصيدة جزلة ما فيني حيلة وفالي البيرق.. صلوا على رسول الهدى.
[email protected]