في الأسبوع الماضي كنت في زيارة إلى ديوان العم يوسف الفهد الحمدان - رحمه الله تعالى، وكانت زيارتنا صلة للرحم أولا، والاستماع لأحاديث روادها، ودائما حديث أهل الفنطاس «القروية» وسمرهم الثقافي الممتع، خاصة إذا كان الحديث أمام الساحل! الذي تسمو له المدارك، ويستحث القرائح، وتصفى به الذهون.
وساحل الفنطاس معروف منذ القدم، بأنه الملتقى الشعري والأدبي، وقد وصفه الشاعر أحمد مشاري العدواني بأجمل وصف فقال:
يا ساحل الفنطاس يا ملعب الغزلان
يا متعة الجلاس يا سامر الخلان
فكان حديث الأحبة يدور حول «آفة الشائعات»، وسرعة سريانها بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، التي أعطت مساحة كبيرة لمطلقيها وتأثيرها على المجتمع. (انتهى).
وكان خلاصة الحديث، أن الشائعات سلاح يستخدمه المغرضون، لإثارة النعرات والأحقاد ونشر الأكاذيب وترويج السلبيات وتضخيم الأخطاء، التي تستهدف زعزعة ثوابت الأمن الوطني وهز صفوفه.
وتعد الشائعات من أهم أساليب الحرب النفسية وتأثيرها على المتلقين، والهدف منها بث الخوف وخلخلة وحدة الصف، وإنها تتجسد في أشكال مختلفة «كالأغاني والنكت والرسوم والتمثيل والخطابات.. إلخ» وغالبا ما تكون بدون «مصدر» وتنسب إلى «الضمير الغائب» كالشائعة «الرمادية» وهي التي يصعب تحديد مصدرها بالضبط.
إذن: الشائعات جريمة تهدد الأمن الوطني واستقراره، وهناك عدة أساليب لمقاومتها والحد منها:
أ- التثبت من مصدرها، الآية (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات 6.
ب- عدم نقلها، الآية (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) النور 15.
ج- سرعة الرد على الإشاعة، وذلك لنشر الحقيقة والكشف عن مروجيها، وإن عدم السرعة يعني إثباتها.
د- الوعي الاجتماعي وتماسكه، يؤدي لردع كل إشاعة والمثل يقول «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
ونختـــم «زاويتـــنا» بقول الكاتب والمفكر المصري فــــرج فودة «الشائعات هي المدخل الآمن لتنفيذ العملية الإرهابية». ودمتم ودام الوطن.
قال أبوالعتاهية:
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
٭ تهنئة: نبارك لزملائنا الضباط في وزارة الدفاع لترفيعهم إلى رتبة لواء، التي تجعلكم تحملون على عاتقكم الكثير من المسؤولية تجاه وطنكم، وأنتم أهل لذلك، ودمتم محروسين، ونسأل الله لكم دوام التوفيق.