بتكليف من عبدالعزيز اسحق التركيت - رئيس الشؤون المالية والإدارية في الديوان الأميري وبمناسبة افتتاحه لمركز جابر الأحمد الثقافي (مسرح دار الأوبرا) فكرنا بعمل مسرحية على غرار مسرحية «فرحة أمة» نجمع خلالها من تبقى من جيل الرواد وعلى رأسهم المرحوم عبدالحسين عبدالرضا نتناول خلالها أهم المواضيع التي تهم الشأن المحلي والخليجي والعربي، وفي هذا السياق اجتمعت في مارس 2017 مع المرحوم عبدالحسين عبدالرضا لتحضير نص مسرحي من تأليفي بعنوان «لو يرجع أسير» تخيلنا خلاله ماذا لو تم اكتشاف سجن تحت الأرض في العراق يضم عددا من الأسرى من بينهم ناج واحد كويتي؟ وكيف سيرى دولته الكويت التي ضحى هو ورفاقه الذين كان من بينهم الشاعر الشهيد فائق عبدالجليل الذي حضر الناجي (عبدالحسين) لحظة إعدامه قبل ان ينقل الى السجن الأرضي ؟!، كيف سيجد الكويت بعد أن عاد إليها بعد أكثر من 25 سنة؟، هل هي بنفس ما تخيلها وتمناها؟ في إطار نهدف من خلاله التذكير بدروس الغزو، ولكن القدر حال دون أن يرى العمل النور لوفاة المرحوم عبدالحسين عبدالرضا.
تذكرت الموضوع وأنا أشاهد صور الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الكويت بمناسبة مرور 30 سنة على الغزو العراقي، وتخيلت بخجل ماذا لو قرأوا معنا مانشيتات الصحف والأخبار بمواقع التواصل الاجتماعي عن الفساد الذي ينخر جسد وطني الكويت من كل زاوية، شعور الخيبة والأسى والإحباط يغزو نفوس الشباب، والمسؤولون المتعاقبون على مراكز القرار وممثلو الأمة يتعاملون من البلد وكأنها دولة مؤقتة!، دولة عظيمة كالكويت.. أدركنا عظمتها التي منحها الله خلال أزمة كورونا عندما لم يشعر المواطنون في مختلف دول العالم بالأمان إلا فيها!، حسرة في نفس كل من صمد بحب لهذا الوطن خلال الغزو، حسرة أم وأب وابن وزوجة كل شهيد وشهيدة ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، وطن يباع في صندوق ماليزي وعلى نائب بنغالي ولغسل أموال ايراني مشبوهة.. فيها الذمم معروضة للبيع لكل من يدفع، ويرى المال السياسي يشتري «لحى» من كان يعظهم ويصلي خلفهم بالمساجد، ويرى صوته الانتخابي يزور إرادة الأمة من خلال شراء الذمم والفئوية والطائفية وتقسيم الدوائر، ويرى ممثل الأمة يقرر القوانين القمعية التي تحد من حرية الرأي لكي يحمي فساده، ويرى من من المفترض أن يحمي الوطن متهما في فساد «الضيافة»، ومن سرق أموالنا في التأمينات يعيش في رفاهية في أوروبا من دون محاسبة، وآخر متهما في تزوير الجناسي والاتجار بالإقامات وهو المعني بتعديل التركيبة السكانية، ومن كان يتهم الصامدين في الغزو بالخيانة للوطن.. مستاء من الفساد ومن هدر المال العام ويعلن انتهاء دولة الرفاه وابنه متهم في غسل مليارات في فضيحة عالمية!، نعم اليوم الشعب في حالة استياء من الوضع العام في البلد، لكن الأمل لازال موجودا لوجود الأخيار من أبناء هذا الوطن الذين سينهضون به في القريب العاجل بإذن الله..
٭ المنطقة الحرة: ما يصير تنصح ولدك بعدم التدخين وانت ماسك بيدك زقارة!.. أقصد: لا يمكن أن ترفع شعار محاربة الفساد.. وأنت فاسد!
[email protected]