عندما تتعدد الولاءات في الوطن الواحد، وعندما يكون هناك رأي يجابه بهجوم رأي آخر مضاد، وعندما لا يستطيع الطرف الأول استيعاب الطرف الثاني وعندما يكثر الهرج، فإن قاعدته تتسع وتتسع من خلال إعلام لا يهمه سوى الإثارة وتأجيج الخصومة بين البعض، كل هذه المشاهد نجدها حولنا ونعيشها هذه الأيام، ولكن لو ذهبنا الى أبعد من ذلك وأكملنا هذه المشاهد الواقعية بسيناريو نظري خاص يستمد عناصره من تاريخ الشعوب والأمم لوجدنا ومع الأسف اننا سنفقد وطننا الى الأبد، ذلك الوطن الذي باعه البعض بثمن بخس، ذلك الوطن الذي ترك قصر ولائه المنيف الى أكواخ التبعية الطائفية والقبلية والعائلية والدينارية. فبالأمس القريب كنا نغط في سبات عميق تحت راية الولاء للكويت وأميرها، واليوم أصبحت القوة والتشنج بين الأطراف المختلفين في الرأي سيد الموقف بسبب تعدد الولاءات والتجمعات.
الى متى والى أين سينتهي بنا المطاف، الى متى ونحن نحرث الرماد بأيدينا لكي تلسعنا حرارة الجمر ثم نحترق، الى متى ونحن لا نقيم وزنا لأحد، الى متى ونحن ننحر المودة والرحمة فيما بيننا، الى متى ونحن نتمسك بمواقفنا أيا كانت أمام الآخرين، الى متى ونحن نرفض الاستسلام والاعتراف بالهزيمة، الى متى ونحن نعق ولاة أمورنا، الى متى ونحن لا ننظر الى ضعفائنا الجياع بيننا، الى متى ونحن نرفض مكافأة المواطن الكفؤ ونرفع من لا يستحق الرفع، الى متى ونحن لا نقوم بدرء المفسدة امام جلب المصلحة، الى متى ونحن نتجاهل متعمدين قول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، فطاعة ولي الأمر طاعة لربنا، وكلام رب البيت يحسم الجدال، فما حدث في ديوان الحربش وديوان السعدون وغيرهما من الدواوين ما هو الا قطرة مما هو متوقع مستقبلا ان بقي الحال على ما هو عليه، أي عندما تكون العاطفة وردة الفعل مقدمتين على العقل والحكمة.