يروي لي احد كبار السن، وهو لايزال حيا، أنه، عندما كان تحت سن العشرين، كان يسكن مع عائلته في بيت شعر في احد السهول المنخفضة في هضبة نجد، يقول: وبينما كنا نتبادل اطراف الحديث في ضحى ذلك اليوم ونحتسي القهوة العربية الشقراء لفت انتباهنا قيام الجرذان والارانب وغيرها من الثدييات بنقل صغارها الى اعلى الشعيب (الوادي)، فقال كبيرنا ان هذه الحيوانات لم تنقل صغارها عبثا الى اعلى الوادي بل ان هناك شيئا ما يخيفها وعلينا من باب الاحتياط ان نحذوا حذوها وبسرعة، فهب الجميع في نقل بيوتهم وامتعتهم ومواشيهم (اغنام وابل) الى اعلى الوادي الا ان هناك شخصا واحدا في القبيلة سخر منهم ومن حذرهم فرفض الانصياع لنصيحة كبيرهم واصر على البقاء في الشعيب وحاولوا ثنيه عن رأيه الا انه رفض وهو بحالة من الاستهزاء بهم.
وما هي الا دقائق معدودة واذا بهم يسمعون من بعيد صوتا غريبا فتركوه وهرعوا الى اعلى الوادي واذا بكميات كبيرة من المياه تجتاح الوادي (السيل) ادت الى جرف هذا الشخص وجرفت كل ممتلكاته لكن من بقي في اعلى الوادي نجا مع الجرذان والارانب.
وما تتناقله وسائل الإعلام هذه الايام من ظواهر غريبة في الولايات المتحدة من اختفاء النحل الطنان ونفوق الطيور والاسماك في اوكانسس دون سبب واخــتـفـــاء بعض الحيوانات المستوطنة في بعض الـــولايــــات ما هــــو الا نــــذير لارهاب موجه ضد اميـــركا من قبل الطبــــيعة، فـــالحيوانات تعتمد على غريزتها الفطرية في التعامل مـــع الخطر وسلاحها الوحيد هو الهروب من منطقة الخطر وهذه الظواهر التي نسمع عنها في أميركا ربما تكون جرس إنذار لتغير مناخي او جيولوجي سيحدث في الولايات المتحدة الاميركية خلال الفترة المقبلة وعليه فإنه من الممكن ان يكون هذا الخطر دوليا بمعنى انه قد يجتاح دولا اخرى في الكرة الارضية او يبدأ وينتهي في اميركا وحدها والله اعلم، وقد يكون أسوأ من اعصار كاترينا وربما يكون عصرا جليديا جديدا في اميركا واوروبا، لا اعلم لكن من المؤكد ان كانت هذه المعلومات صحيحة فستكون كارثة جديدة بالنسبة للامة الاميركية وستؤدي الى خسائر مادية واقتصادية كبيرة لان ضرر الطبيعة في بعض الاحيان قد لا يطاق.