مفرح العنزي
لم يتخذ العلماء المسلمون القرآن كتابا دينيا يدعو الى توحيد الله فقط بل هو حجة لهم وكتاب علم ومعرفة استطاع العلماء ان يصلوا الى أبعاده العلمية والاجتماعية والاقتصادية والفلسفية وغيرها ولكن بعد أكثر من 1400 عام تقريبا، هناك أشياء كثيرة لم يصلوا الى تفسيرها في هذا العصر وربما يصلون اليها والى تفسيرها العلمي في المستقبل، والمدهش في الأمر ان من وصل الى أدق التفاصيل العلمية لبعض الأمور التي ذكرت في القرآن ليسوا مسلمين ولم يقرأوا القرآن الكريم ولم يعترفوا بالاسلام كدين، لكنهم لما عرضوا إنجازاتهم العلمية قال لهم علماء المسلمين أنتم لم تأتوا بشيء جديد بل إننا نعرف ذلك منذ أكثر من 1400 عام، فعلم الأجنة وعلم الإنسان (الهيكل الخلقي والنفسي والاجتماعي والبيولوجي) تكلم عنهما القرآن بل ذكر خلق الإنسان من النطفة حتى الخلق الكامل بل ذكر الحضانة المتعلقة به حيث قال تعالى: (وحمله وفصاله في عامين)، وشدد أيضا على أهمية احترام الوالدين والإحسان إليهما فقال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.. فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما) الى آخر الآية، وهذا يعني ترابط الأسرة ومساعدة القوي للضعيف فيها هذا من الناحية الاجتماعية، أما من الناحية العلمية فإن الإنسان أفضل مخلوق على وجه الأرض من جميع النواحي وقد أكد القرآن على هذه المعلومة في سورة التين الآية 4 فقال الله عز وجل: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وقال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) وقد أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس لعنه الله، فقال تعالى في سوة البقرة الآية 34: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).
ويقودنا هذا الحديث الى حالات كثيرة من التفاعل الإيجابي مع القرآن الكريم من قبل علماء الغرب الذين لم يقرأوا القرآن نهائيا ومن الأحداث التي وقعت في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بالقاهرة قبل عدة سنين ان وقف رئيس قسم الفيزياء النووية على المنصة فتحدث قائلا: هناك بعض الدراسات العلمية كلفتني من الوقت 5 سنوات ودراسات 10 سنوات ودراسات 20 عاما ودراسة كلفتني من الوقت 40 عاما وهي دراسة سلوك روح الإنسان وقد اكتشفت ان وزن الروح 23 غراما وان الروح تخرج من جسد الإنسان في المرحلة الثالثة من النوم ولا أعلم أين تذهب، فرد عليه علماء المسلمين وقالوا إن هذا الأمر نعرفه قبل أكثر من 1400 عام فهل من جديد لديك، فقال: من أين تعرفون وأنا الوحيد في العالم الذي رصد هذه الظاهرة وقرأت عنها في تاريخ الفراعنة واليونان والصينيين وغيرهم ولم أجد تفسيرا سوى هذا التفسير وقد وصلت إليه من خلال أجهزة متقدمة جدا، فقرأ عليه العلماء المسلمون الآية 42 من سورة الزمر حيث قال تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فطلب ترجمتها ثم ترجمت له فرد قائلا: إنني متأكد من أن نبيكم محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكن لديه الأجهزة التي أملكها الآن ولا يمكن أن يكون محمد ( صلى الله عليه وسلم ) حصل على هذه المعلومات الدقيقة من أي مصدر كان إلا من الله فنطق بالشهادتين على المنصة.
هذه حادثة من آلاف الحوادث التي أذهلت علماء الغرب عندما قرأوا القرآن ووجدوا أن القرآن سبقهم في اكتشافاتهم العلمية.