لم يكن لعاصفة الحزم أن تبدأ إلا بعد استنفدت جميع الوسائل السياسية والديبلوماسية الدولية وقد جاءت هذه الجهود في فترة الهدوء الذي سبق عاصفة الحزم، لكن هذا الهدوء فسر من قبل صالح وأعوانه الحوثيين انه صورة من صور الخوف والجبن الدولي، وقد انعكس على نفسية طغاة اليمن فأخذتهم العزة بالإثم واغتروا بمن يطبل لهم من ورائهم وأرادوا الاستيلاء على السلطة من خلال السلاح.
لكن هؤلاء الحمقى والمجانين لم يدركوا أن زمن القوة المنفرة قد ولى، واستغرب من سلوك الرئيس السابق صالح لأنه لم يستفد من درس صديقه المشنوق صدام حسين وزميله في مجلس التآمر العربي المنقرض والذي قام بالاستيلاء على الكويت عام 1990 بسلاحه القديم الذي تعود صناعته الى الحرب العالمية الثانية ثم خرج منها مهزوما مذلولا عن طريق جيوش التحالف التي تمتلك آخر ما توصلت اليه تكنولوجيا الأسلحة، وقد سئل أحد الأسرى العراقيين في الكويت عن أيهما افضل حربكم مع إيران أم حربكم مع التحالف الدولي لتحرير الكويت؟ فرد قائلا: لقد كنا بألف خير في حربنا مع إيران لأننا نعرف منين تجينا النار أما مع التحالف الدولي فقد (تصخمت عيشتنا) وتعني البؤس باللهجة العراقية - لأننا ما نعرف منين تجينا النار.
فإذا كانت محاولة الانقلاب في اليمن تعتمد على السلاح التقليدي القادم من إيران فإن هذا السلاح لا يعني شيئا أمام الأسلحة الفتاكة التي بحوزة دول التحالف ولعل الطيران من ابرز هذه الأسلحة، حيث تمكن طيران التحالف من السيطرة التامة على أجواء اليمن كافة فالقوات البرية التابعة لصالح أو التابعة للحوثيين ليس لديها غطاء جوي، وهذا يعني أنها ستقع تحت مظلة نيران طيران التحالف، لذلك النصر سيكون لصالح التحالف بمشيئة الله.
من جهة أخرى، نجد أن صالح ومن خلال أمواله قام بتوريط الحوثيين وتوريط الشعب اليمني في حرب خاسرة أو لنقل إنها مغامرة خاسرة استطاع صالح ان يورط جميع الأطراف بها، وعادة ما تنتهي الحرب بالإطاحة بصانعها. وهذا يعني انه في حالة نهاية هذه الحرب لابد من محاسبة المتسبب فيها والتعامل معه بحزم مماثل لعاصفة الحزم.
قال تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الارض ليفسد بها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ـ سورة البقرة الآية 204 - 206)