مخلد الشمري
تسيطر منظمة حماس «الخيرية» على كل اراضي قطاع غزة، فهي بالتالي مسؤولة عن كل معاناة وقتل وجوع وحصار يتعرض له سكان غزة، فمنذ انقلابها الأسود والمتهور والغبي زاد الوضع تعقيدا، فازدادت معه صعوبة معيشة اهالي القطاع وبالذات معيشة غير المحسوبين على الحلقة الضيقة لـ «حماس»، ومع ذلك لا تريد «حماس» الاعتراف مرة واحدة بمسؤوليتها وبتهورها ولا ترغب في التعلم من اخطائها وفوق ذلك تحمّل الآخرين محليا واقليميا ودوليا المسؤولية الكاملة ما عدا من يؤيدها اقليميا ويحرضها على التحجر، بصورة غير طبيعية في مواقفها!
من ناحية اخرى، هل يعلم قادة «حماس» ان هناك واقعا في العلاقات الدولية يسمى ميزان القوى، سواء في الجانب العسكري او الاقتصادي؟ فـ «حماس» تتصرف وتتعامل مع الواقع الحالي بكل عناد وكأنها هي الأقوى عسكريا، والأغنى اقتصاديا، الذي يستطيع فرض شروطه! رغم ان الواقع يقول ويؤكد عكس ذلك ولعشرات قادمة من السنين، لهذا على المخدوعين بـ «حماس» وبدعايتها البائسة وبسياستها وبأفعالها الطائشة ان يعلموا ويعوا جيدا ان «حماس» وقادتها «السّمان» مستعدون للتضحية، وبكل سهولة ما بعدها سهولة بكل اهالي غزة، ويسمحوا بأن تدمر طائرات f18 الاسرائيلية كل مباني غزة لتبقى فقط حركة حماس في السلطة ومسيطرة على القطاع، ليجلس قادتها الموالون للخارج بكل برودة اعصاب على تلال ركام دمار غزة.
فلينزل قادة «حماس» من كبريائهم المزيف، وليفيقوا من احلامهم، وليتمعنوا في واقع الحال البائس جدا، ولينظروا جيدا الى ميزان القوى في المنطقة وليكفوا عن تحويل الدمار والهزيمة والخسائر الجسيمة الى انتصارات وهمية، والاهم من كل ذلك عليهم ان يتوقفوا عن تمثيل دور البراءة الممل الذي تسبب في قتل وتجويع وجرح الاطفال والابرياء، وتدمير ممتلكات الأهالي الفقراء، وليتأكدوا ان نوايا وأهداف الدول التي تدعمهم والحركات التي تمولهم وتدعي ان «حماس» هي امتداد لهم، ليست بالضرورة ان تلتقي وتتناسب مع اهداف الفلسطينيين، وقبل كل ذلك عليهم معرفة ان ادارة الدولة لا تشابه نهائيا ادارة جمعية خيرية او ادارة منظمة إغاثية!