مخلد الشمري
من يتمعن ويركز على كلام كثير من مرشحي الانتخابات، وانتقاداتهم الكثيرة للسلطة، المبررة في اقلها، وغير المنطقية في اغلبها، يعتقد وللوهلة الاولى وقبل ان يمتص سخافة وصدمة تلك الانتقادات، انهم مواطنون صالحون 100% يدفعون للوطن نصف مداخيلهم كضرائب، ويذهبون بأنفسهم لوزارات الكهرباء والماء والمواصلات لدفع فواتيرهم قبل ان تصل لبيوتهم أو لمكاتب تجارتهم ولا يتمتعون بأي امتيازات مجانية أو شبه مجانية، وملتزمون قبل كل شيء أشد الالتزام بالقانون، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
ومن يشاهد الطرق الملتوية الغريبة والعجيبة التي يتحدث ويخاطب بها اغلب مرشحي هذه الانتخابات الناخبين وغير الناخبين من الحاشرين لأنفسهم بين الناخبين لالتهام البوفيهات أو للتسلية، يظن للوهلة الاولى انهم فورا وللتو تخرجوا من دورات مكثفة في تعلم فن الخطابة وفن اجادة تمثيل دور البطل الهمام أو الفارس المغوار الذي سيصل ممتطيا جواده أو «فرس عنتر»، لينقذنا ويحل لنا جميع مشاكلنا المستعصية، بل يخلصنا من كل همومنا اليومية الطبيعية التي يعاني منها مثلنا كل سكان هذه الكرة الارضية، سواء في الدول الفقيرة أو الغنية أو الدول الأشد فقرا وبؤسا.
ومن سيكون له عمر مديد أو حظ جميل ويكسر الصخر باستمراره في العيش في هذه الحياة لما بعد 17 مايو الجاري دون ان يهلك، مسحوقا أو مدهوسا أو مصدوما بشوارع وطرق الكويت المرعبة والقاتلة التي يسرح ويمرح فيها وفوقها كثير من القتلة والمتهورين تحت مسمى «قائدي مركبات» سيصدم من رؤية كثير من مرشحي هذه الانتخابات الذين ملأوا الكويت ضجيجا وصراخا وعويلا لمدة شهرين، وقد اصابهم أو أصبحوا ممارسين محترفين لصمت مطبق لا يختلف كثيرا عن صمت الحملان.
والذي يريد نصيحتي التي لا أنصح بها سوى الاشخاص الذين «شبه أعزهم» و«شبه أحبهم» و«أقدرهم» في هذه الحياة والذين لا يتعدى عددهم ربع عدد من سيفوزون في هذه الانتخابات، عليه ان يأخذ اجازة ويتوجه فورا لمملكة تايلند الجميلة والمثيرة واكثر من معقولة المصاريف والانفاق والاسعار، التي لم يبق مخلوق أو كائن في الكويت لم يشتك من لسعها وتفريغها السريع لجيبه، وأنصحه بالتوجه مباشرة من مطار بانكوك الجديد الرائع الى منطقة باتايا الساحلية الساحرة والمبهجة وسينسى نهائيا جعجعة وازعاج الانتخابات شرط ان يبقى بعيدا جدا عن بقعة مثلث الألف متر مربع المزعجة التي ينحشر فيها هناك كل الكويتيين والعرب ويمارسون فيها سياحتهم التي لا تمت للسياحة بصلة أو حتى بخيط رفيع لمعنى السياحة.