مخلد الشمري
أكره الحديث عن الماضي، وأسخر من كل شخص يتحدث عنه وكأنه الحاضر والمستقبل وكل شيء، فما بالك ان كان من يتحدث عن الماضي ويفتخر به دوما دون معنى انسانا عربيا لم يجد من الحديث عن ماض مشكوك بأغلب احداثه، سوى ذريعة جاهزة ومعلبة، لستر تعاسة وفشل الحاضر ولتغطية عدم القدرة ولو قليلا على العمل والتخطيط حتى للمستقبل القريب وما ادراكم ما نوع المستقبل الذي ينتظر عربا لا يعرفون عن المستقبل شيئا بل ورفعوا للابد راية نسيان التفكير به.
وفي الوقت الذي لا حديث للاغلبية الساحقة لأمم وشعوب هذه الارض الا عن المستقبل والتخطيط والاعداد له وللقادم من الايام والزمان، تصم آذانك وتزعج ناظريك تلك المواضيع والتقارير والبرامج المرئية والمقروءة – المزور اغلبها – والتي جعلت من ماض غير سعيد وغير تليد سببا توقف به الزمن والعمل والتفكير والتخطيط في هذه المنطقة التي تسمى المنطقة العربية، حتى بدت هذه الايام لبقية شعوب هذا العالم أنها المنطقة التي ينعدم فيها العمل والتفكير والتخطيط بأي شيء ما عدا التفكير والتخطيط لتخريب ولتدمير هذا العالم!
ولو كان الأمر بيدي لمنعت بث كل تلك الخزعبلات من برامج وتقارير مليئة بالأكاذيب والخرافات والتي لوكان ربعها صحيحا لاصبحت هذه المنطقة هي من اخترع كل اختراعات هذه الحياة مثل الطائرات والبواخر والتكييف ومعها طواحين الهواء التي اخترعها واوجدها الآخرون للاستفادة من رياح طبيعية تهب دون تمييز على كل المناطق والدول والبقع في هذا الكوكب!
فهل سيأتي اليوم الذي سيكون فيه الحديث في هذه المنطقة هو فقط عن المستقبل؟ الجواب بالطبع هو لا فمن يستمع الى احاديث ونقاشات وآراء الاجيال الناشئة هذه الايام في هذه المنطقة سيتأكد من ذلك!