مخلد الشمري
بصراحة، أغلبية المواطنين هذه الأيام، وانا أولهم، لا يستطيعون استيعاب أو فهم ما يجري من أشياء داخل ساحتنا السياسية المحلية، ومن يظن نفسه «فهلويا» او فاهما او عالما بشأن هذه الساحة فعليه التكرم والتواضع ليشرح لنا ما يجري فيها، وان كنت جازما انها اصبحت ساحة مستعصية على الفهم.
ومن يقرأ مقالات كبار ومخضرمي الكتابة الصحافية الذين أمضوا عقودا او سنوات طويلة مراقبين لهذه الساحة يتأكد انهم ايضا اصبحوا يعانون مثل ما نــعاني منه، واتركوا عنكم كتّاب الحظ والصــدفة او هؤلاء الذين يكتبون لا شيء، او من اجل مصالح خاصة، فستضيعون وقتكم في قراءة ما يكتبون، مع انه لا قيمة نهائيا للوقت بالكويت على الأقل في العشرين سنة الأخــيرة!
الحيرة والتردد اللذان ظهرا بوضوح شديد على وجه أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى أثناء مغادرة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لجلسة الحوار في منتدى دافوس محتجا على عدم منحه وقتا كافيا للحديث والرد على مداخلة الرئيس الإسرائيلي بيريز، هي أوضح وأبلغ تعبير على تردد وحيرة وضياع العرب في كل شيء خاصة في الشأن السياسي، ولست هنا منتقدا لعمرو موسى، حتى لو انتقده البعض على عدم انسحابه تضامنا مع اردوغان او لجلوسه في جلسة مع الرئيس الاسرائيلي، لكني وجدتها لقطة معبرة جدا عن حال الدول العربية الأكثر من أليم وتعيس ومرير وهو حال لن يتغير وكما يبدو قبل عقود طويلة هذا ان تغير اصلا!