مخلد الشمري
شيء جميل ان يتمنى المواطنون في الكويت، سواء كانوا قبليين او مدنيين، موظفين أو متقاعدين، حضرا أو بدوا، مسيحيين أو سنة أو شيعة.
ومعهم ايضا المقيمون بصورة شرعية او غير شرعية، يتمنون في احاديثهم وتصريحاتهم ان يحمي الله الوطن ويبقيه وان يبقى المجتمع مترابطا ومتماسكا وبعيدا عن شر كل انواع الفتن، ولكن بجولة واحدة ليوم واحد هذه الأيام على بعض الصحف وبعض القنوات الفضائية المحلية، سيتأكد المرء ان ما يتمناه اغلب هؤلاء شيء، وما يمارسونه يوميا، وما يقولونه ويصرحون به لتلك الصحف والقنوات شيء آخر، «شيء» لا ينفع سوى التعامل معه بقوة وبحزم قانوني وأكثر من قانوني، لأنه يبدو ان لم يكن أكيدا ان اغلب من يعيشون في هذا المجتمع مواطنين ومقيمين يخافون ولا يستحون!
وبما ان أيامنا اصبحت «فوضى» وواقعيتنا وأحلامنا أصبحت «فوضى»، وبما ان سلوك اغلب الناس في الكويت اصبح «فوضى» وبما انه ان سمعت كلام الناس هذه الأيام تعجب به، ولكن ما ان ترى افعالهم وتصرفاتهم تتعجب، وبما ان الفوضى اصبحت موضة هذا الزمن الكويتي الرديء، وبما انه يقال ان المظهر العام هو مرآة عاكسة لحقيقة الشيء، فإن نتيجة ما يسمى بعمليتنا الديموقراطية لن تكون سوى انعكاس لهذا السلوك المريب والفوضوي والعجيب والغريب و«المتوقع».
وسط كل هذه الفوضى لم يضحكني ويزيح عني ولو مؤقتا هم وغم رؤية كل هذه الفوضى العارمة، سوى تصريح غريب لمرشح ذي هيئة غريبة في الدائرة الخامسة ابتدأ ارسال تصريحاته وبياناته للصحف المحلية والعالمية ولـ «رويترز» بعد ساعة واحدة من اعلان حل المجلس السابق، رغم انه يعلم مقدما ولعقود قادمة باستحالة فوزه حتى بالمركز قبل الأخير في هذه الدائرة، تصريح حذر به ويا للهول من محاولات العلمانيين والغرب تغريب المجتمع الكويتي وكأن الغرب أنجز كل شيء في هذه الحياة ولم يتبق له سوى انجاز تغريب المجتمع الكويتي، ومبروك الخسارة المذلة مقدما يا بوخلي.