مخلد الشمري
يتساءل كثير منّا و«بحسرة» عن سبب تلك الأزمات الكثيرة المتكررة التي أصبحت السمة الوحيدة لساحتنا السياسية المحلية؟
وهو تساءل محق ومنطقي ومخيف ومقلق جدا لمن تابع ومازال يتابع أحوال هذه الساحة منذ تحرير الوطن من الاحتلال البغيض خاصة أن تحرير الوطن من الاحتلال الذي لم يسلم أحد في الكويت من شره ومن آثاره التدميرية كان فرصة «ذهبية» صعبة التكرار لـ «بداية» وطنية كويتية جديدة مخلصة، كان من المفترض أن تلغي و«تَجُبّ» كل مشاكل مرحلة ما قبل 2 أغسطس 1990.
إن الشيء الطبيعي هو أن تصبح مرحلة ما بعد أي أزمة هي مرحلة استرخاء وهدوء تعطي الفرصة لبحث أسباب الأزمة بعمق وتمعن، لإيجاد الحلول للأزمة أو على الأقل إيجاد حلول وسط ترضي جميع الأطراف بحيث لا يشعر أحد بالخروج من الأزمة بخسارة.
أما نحن هنا في الكويت فما لبثنا ـ ولو قليلا ـ أن نلتقط أنفاسنا التي خطفتها وأرهقتها «وعفستها» أزمات متتالية وليس أزمة، حتى ظهر لنا مجددا هذه الأيام ودون مقدمات مفتعلو الأزمات القدامي منهم والجدد، ليمارسوا ـ دون مراعاة لحالنا ولمشاعرنا ـ هوايتهم المعتادة في خلق أزمات من لا شيء أو أزمات لا ترقى لمفهوم الأزمات، وكأنهم بهذه الممارسات الخطرة لا يريدون لنا الاستقرار ولا يريدون لنا أن «ننعم» بمرحلة هادئة ضرورية ليفكر فيها الجميع ـ وبإخلاص ـ في مصلحة الكويت.
بصراحة لا أؤمن نهائيا بنظرية المؤامرة التي كانت سبب جمود وتأخر وتخلف بلدان ومجمعات كثيرة من الدول العربية والإسلامية حيث ألقوا عليها سبب عدم استطاعتهم مجاراة تقدم وتطور وتألق بقية بلدان وشعوب العالم، وها هي اليوم أصبحت نظرية المؤامرة وكما يبدو الأساس الوحيد للساحة السياسية المحلية الكويتية، بحيث أصبحت نظرية المؤامرة هي أسهل سبب للتأزيم وأفضل سبب للتسليم بأنه لا طبنا ولا غدا الشر ولا قل افتعال الأزمات.