يبدو أن فقر وبؤس وتعــــاسة معيشة كثير من أفراد الشعوب الإسلامية لا تشفع لهم نهائيا لدى إرهابيين، يدعون اعتناق الإسلام، لهذا يختارهم الإرهابيون كهدف سهل وواضح ليفجروا أنفسهم وسياراتهم المفخخة بين الفقراء المسلمين خصوصا في العراق وأفغانستان وباكستان معتقدين أن إزهاق أرواح وتطاير وتمزق أشلاء الفقراء هي أفضل وأسهل شفاء غليل لهم من هؤلاء الذين أعلنوا الحرب على الإرهابيين والإرهاب ومازالوا حتى اليوم يطاردونهم ويرعبونهم ويجعلون نهارهم وليلهم وأيامهم جحيما لا يطاق، ورعبا وخوفا لا يغمض به لهم جفن أو عين.
وفي الوقت الذي تتقطع فيه «جيف» أجساد الإرهابيين المهابيل الذين ينفذون الأعمال الإرهابية، يستمر عرابو وقادة الإرهاب في الضحك والتندر على سذاجتهم وهم يستسلمون لهم بكل سهولة ويصدقون بغباء أن ذلك القتل والإجرام والانتحار الذي يحرضونهم على القيام به جهاد حقيقي رغم انه «لا جهاد ولا يحزنون»، بل فعل قذر وسفيه وإجرامي ومشين بحق أبرياء مسلمين أو غير مسلمين، حظهم السيئ في هذه الحياة يجعلهم متواجدين في نفس المكان والزمان والهدف الذي يختاره الإرهابيون المهابيل للانتحار ولتفجير أنفسهم بين الأبرياء.
أتدرون ما معنى أن يقود إرهابي ما سيارة مفخخة ليفجرها ونفسه بين مئات الأبرياء الفقراء الذين يشاهدون مباراة للكرة الطائرة بساحة ترابية في حي فقير جدا في باكستان؟
أو أن يفجر إرهابي آخــــر نفسه وينتحر في وسط موكب يقام إحياء لذكرى دينية؟ أو وســــط ســــوق شعبي يرتاده آلاف الفقراء فـــــي أفغانستان أو العراق؟ إن كل ذلك معناه ان الإرهابيين وقادتهم وعرابيهم مرعوبون ومتخبطون ومهزومون وفي طريقهم الى الاندثار والاختـــفاء والأفول الأبدي من هذه الحياة ومــــا تلك الأعمال الإجرامية الحقيرة وقتــــلهم «العشوائي» للأبرياء وللفقراء إلا دليل عــــلى ضعـــــف بيّن وواضــــح على انهم يمارسون القتل لأجل القتل وليس لأي هدف آخر، وإن غلفوا ذلك بمصطلح الجهاد، هذا المصطلح الرباني الذي لم ولن يفهم الإرهـــــابيون وقادتهم معناه ومغزاه ووقت اللجوء اليه في أي وقت وفي أي زمان.
ورحم الله كل إنسان بريء مهما كان معتقده ومذهبه وجنسه ساقه قدره ليكون ضحية من ضحايا إرهابيين لا خير فيهم ولا عمل لديهم سوى تعكير حياة البشر.
[email protected]