مخلد الشمري
قرأت اللقاء الذي أجرته الزمـيلة «القبس» أخيرا مع «الممرضـة وملاك الرحـمة» السيـدة المحتـرمة زكـيـة راشـد «أول» امـرأة جـهــراوية تتـرشح لانتخابات جمـعية تعاونية، وهي جمـعية منطقة النسيم رغـم أني لا اعرف أين تقع النسـيم، وكل ما اعرفه عن النسيم أنها جـزء من منطقة الجهراء التي لم أتشرف بزيارتها أو دخولهـا منذ 20 عاما تقريبا!
حالها كحال مناطق كثـيرة في الكويت سمعت عنها ولم أشاهدها أو أتعرف على مـعالمهـا حـيث أني إنسان قليلا ما أغادر المنطقة والمدينة التي اسكنها أو المناطق التي تقع بقربها!
احترمت كثيرا ما جاء من كلام منطقي في أجوبة مرشـحتنا المحـترمة، فـأنا ليست فـقط من أنصار حقوق المرأة وأنصاف النساء، بل وأطالب بمنحهن فرصا متساوية وكـاملة، حالها كحال النساء في أي بلد مـتقـدم ومـتطور ليس في عـقول رجـاله فكر متحجر ومتـعصب، أو في أي وطن متحضر وراق، لا يحـمل ذكوره عـقدا وحـقدا تجـاه إناث وطنهم!
ولكن مـا أحزنني هـو مـا ذكـرته المرشـحـة عن الإشاعات ـ السخـيـفـة ـ التي أطلقها المرضى والسـخفـاء، والتي طاولت عـائلتـهـا بعد تقـديم ترشيحها، وتثبـيت إعلاناتها الانتخابية، ولكني لم أتعجب فنحن نعيش في الكويت وليس في طوكيو أو استوكـهولم أو حتى طهران لكي يتـعامل رجال المجتمع بصورة طبيعـية جدا ومنطقية وعادية مع اللواتي يرشحن أنفسهن من النساء لأي انتخابات!
«فهموني يا كرام» فامرأة تعمل بوظيفة محترمة وراقية جدا وإنسانية وصعبة، هي «ممرضة» في مستشفى الجهراء، منـذ عام 1981، ضمدت كثيرا من جـراح أهالي المنطقـة، وخـفـفت كـثـيـرا من آلام أمراضهم، وخدمتهم لأكثر من ربع قرن، وهي أم لـ 9 من الأبناء والبـنات منهم 3 بنات يخــدمن وطنهن ومـجتـمعـهن كـممـرضات أيضا، مـثل والدتهن المرشحة المحـترمة، وأيضا تعتـبر من أوائل النساء اللواتي أكملن الدراسة وامتـهن العمل، وقمن بقيادة السيارة في منطقتهـا السكنية، وأثبتت أن الدراسة والعـمل وقيـادة السيـارة ليست خـروجا عن مـا يسـميـه البعض ـ بالـعادات والتـقاليـد ـ إنما هي أشياء ضرورية يتطلبها العصر والزمن، وفوق ذلك يدعمها زوجها وأبناؤها وأشقاؤها وأهلها بكل قوة، إلا تسـتطيع أو تسـتـحق؟
امـرأة بتلك الصـفـات الحمـيدة والـراقية أن تـشارك في إدارة جـمعـية تعاونـية، أو حتى على الأقل في أن ترشح نفسـها لانتخابات جمعية تعاونية!
«ربما» المافـيات الرجـولية التي سـيطرت على الجمـعيـات التعـاونية، وغـيرها مـن مؤسـسات المجتمع المدني ـ أن كـانت لدينا مؤسسات مـجتمع مدني حـقيـقيـة ـ لا تريد «لنسمـة» تمتلك كل تلك الصفات الفـذة أن تهب على جمعيـة النسيم، فربما تكشف هذه المرشحة «النسـمة» عن بلاوي رجالية لا تسـتطيع حـملها أو أن تـطير بهـا حـتى طائرة جامبو 747!