الأذن الواعية هي الأذن التي تسمع وتفهم ما يقال لها، وتدرك المعنى، على عكس الأذن الصماء التي تسمع وكأنها لا تسمع، وما دمنا في أجواء نتائج الانتخابات فنحن في عرس ديموقراطي له ما بعده، ومن خلال هذه الأجواء عبرنا كمواطنين كويتيين عن رأينا ووجهة نظرنا من خلال من اخترناه لتمثيلنا في قبة البرلمان، فنحن أحرار في اختيار من نراه مناسبا لذلك، بعيدا عن أي ضغوطات، فالصوت الانتخابي حق مطلق للمواطن، وعليه شاركنا واخترنا من يكون نائبا عنا، وقد توكلنا على الله وقمنا بواجبنا الوطني، وظهرت النتائج ولله الحمد وبان من خلال ذلك بالعين المجردة التغيير في النتائج الانتخابية، ورأينا وجوها جديدة أخرجتها لنا صناديق الاقتراع، وكان للمرأة نصيب.
نتمنى من القلب أن تكون هذه الوجوه مبشرة بالخير، وقد اتضحت الرؤية وبدا أن الشعب يريد التغيير وينشد الأفضل فكان للشعب ما أراد، وهذا ما نتمناه ونريده لوطننا العزيز، ولم يبق إلا القسم واختيار رئيس مجلس الأمة، ويبدو أن الأمر بات محسوما للنائب أحمد عبدالعزيز السعدون.
نبارك لمن حاز ثقة الشعب، ولمن لم يحالفه الحظ نقول «خيرها بغيرها» ولكن لا بد لنا من كلمة في هذه المناسبة السعيدة وهي أن يعرف أعضاء مجلس الأمة المحترمون أن الكرسي الذي سيجلسون عليه جلس عليه الكثير من الأعضاء قبلهم وذهبوا وبقيت أفعالهم وأعمالهم، ثم إن الكرسي تكليف لا تشريف ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك، فلا بد من العمل الدؤوب، وتبني القضايا المهمة، خاصة أن أمامهم حكومة قوية فاعلة نشطة منجزة عملت في فترة قصيرة شيئا كثيرا وكبيرا، فعليهم الانسجام معها والتعاون المثمر الذي يصب في مصلحة الوطن وأبنائه، وعدم التصادم معها مثلما حدث في السابق، فخدمة الشعب هي الأساس وأنتم تمثلون الشعب الكويتي كله بكل أطيافه، بعيدا عن المصالح الشخصية.
وأمام مجلس الأمة قضايا ملحة، أهمها القضية الأمنية، والإسكانية والاقتصادية وغير ذلك كما أن عليها تصحيح المشهد السياسي والتعاون المثمر مع الحكومة الجديدة ورئيسها الذي وضع هموم وآمال المواطنين كأولوية قصوى، وعمل على هذا الأساس، ونحن لا نريد للشعب أن يفقد ثقته بمجلس الأمة بسبب خلافات جانبية وشخصية بين الأعضاء تعود بنا إلى المربع الأول، ثم تتدخل القيادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فتحل المجلس وتعيد الانتخابات من جديد، فالمجلس لا يتحمل هموم الشعب فحسب، وإنما يتحمل أمن وأمان الوطن، لذلك تذكروا وصية صاحب السمو الأمير، حفظه الله، لكم بأن تضعوا مصلحة الكويت فوق كل اعتبار وأن تتعاونوا وتتعاضدوا في ظل الظروف العالمية الدقيقة وألا تستخدم الأدوات الدستورية إلا في مكانها الصحيح، وأتمنى أن تعي ما ذكرته أذن واعية، ودمتم سالمين.