مرّ على قيام مجلس الأمة الكويتي ستون عاما، وهو بحق إنجاز عظيم وفخر للكويت قيادة وشعبا، فقد قام مجلس الأمة من أجل مصلحة الوطن والمواطن، وهو لسان الشعب الناطق، وها نحن على موعد قريب جدا من الانتخابات التشريعية، والسؤال الملح: لمن أعطي صوتي؟ ومن الشخص المناسب، وما المعايير التي أنتخب من خلالها المرشح؟
وكما يعلم الجميع، فالانتخاب حق لكل مواطن، ولكنه بنفس الوقت أمانة في عنق كل مواطن ومواطنة، فليكن صوتك نابعا من ضميرك ووجدانك بلا محاباة، فالمسألة ليست سهلة كما يظن البعض، فهي أولا وأخيرا مسألة وطن وليس حزبا أو قبيلة أو مذهبا، كما نسمع من البعض هنا وهناك، فكل هذه الأمور تذهب أدراج الرياح، ويبقى الوطن.
لذلك على كل مواطن أن يراعي مصلحة وطنه وهو يدلي بصوته، ويضعها نصب عينيه ويرمي ما سوى ذلك في لجة البحر، وعلينا أيضا أن نخاف الله سبحانه وتعالى ونحن ندلي بأصواتنا، وألا نخون الأمانة، فخيانة الأمانة خيانة للوطن، وأن نختار الأصلح والأكفأ والأجدر، يقول المولى عز وجل: (يا أبت إن خير من استأجرت القوي الأمين)، ونضع في اعتبارنا أيضا قول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب - المائدة) والحذر كل الحذر من الانجرار وراء الشعارات الزائفة، والوعود الوهمية والسير خلف السراب، فلنمنح صوتنا لمن يستحقه دون أي اعتبارات أخرى، ولنساند من يسعى لمصلحة البلاد والعباد ولمن يخاف الله في هذا الوطن، وعليكم بأهل الوطنية والأمانة والنزاهة، ولا مجاملة مع مصلحة الوطن والمواطن، فالحق أحق أن يتبع.
ولنعلم أن الصوت الذي ندلي به إنما هو شهادة حق، فلا نجعله شهادة باطل ونخون ضمائرنا، وأنت تملك حرية الاختيار فأحسن الاختيار، فنحن بحاجة إلى الإصلاح والنهج القويم، وقد شبعنا إحباطات، فآن لنا أن نلتفت لمصلحة الكويت.. دمتم سالمين.