استكمالا لما تفضل به أستاذنا وزميل الساحة التربوية والإعلامية يوسف عبدالرحمن بمقالته اليومية عن جيل الرواد للديموقراطية للتجربة البرلمانية الكويتية منذ ولادتها بالقرن الماضي، فقد كفى ووفى طرحا وشرحا وقدوة لمن سطر حروف أسمائهم بماء الذهب، وبالتأكيد لاتزال ذكراهم لمن رحلوا عنا لآخرتهم بثوابها، ولمن لايزالون بيننا يتابعون المشهد والخندق البرلماني بكل زخمه إيجابا وسلبا خدمة لهذا الوطن الغالي ولو بالنظر دون الكلمة، مسموعة كانت أو مرئية أو مقروءة عبر وسائل إعلامها وموسم لياليها وأيامها الحالية لم يتكلم أو يشارك أو يساهم بإحداها بتاريخه الحافل بالكثير عنها وطنا ومواطنين عيال الديرة بلا حسد ولا غيره أو تعال على ما يحدث، لكنها الروح الرياضية الغالية تقول «للعم بو وائل محمد يوسف العدساني دع الخلق للخالق فقد سلمنا الأمانة لرجالها وليس جهالها فرسانا للتجربة حكاما ومحكومين، نهايتها لا يصح إلا الصحيح!».
لقد كان لي شرف مجالسة العم بووائل وإخوانه الكرام منذ الستينيات للقرن الماضي بديوانهم العامر بكيفان وتجاربه داخل الكويت وخارجها سفيرا ووزيرا ونائبا ورئيسا لمجلسي البلدية والأمة، وخارج تلك السلطات داخل الديرة فارسا للرائي وعملاقا للرؤية التشاورية وغيره عذب الحوار، رزين الجوار بكتم الأسرار، حازم الإصرار لكلمة الحق، بسيط التعامل مع كل الأطراف، غزير الساحة السياسية، رقيق الكلمة الديبلوماسية، تخرج من تحت يديه قمم المناصب والقيادات الرسمية والأهلية لم ينسه من تخرج منهم حتى آخر مشاهده الصحية، وبدوره لم ينسهم ليتفرغ للعمرة الموسمية الرمضانية بدايتها شهر رجب وشعبان ورمضان ويختمها بصيام الست من شوال ليعود لأهله وبيته الكبير بالشامية وكيفان ثم لأرض الله الواسعة طلبا للراحة أو استكمال علاجه بمرافقة أحد أنجاله الأوفياء له وأعمامهم حوله، آخر تواصلي الخاص بالحرم المكي الشريف مدخل باب عبدالعزيز برمضان قبل الإفطار بساعة حيث تواجده بين ضعفاء وبسطاء الحرم الشريف ليحاورهم بفكاهته الرزينة وهداياه المعروفة لهم للعلاج الوقتي بكبسولة صداع او قرص للمغص وعن كل داء عنده له دواء، فاتحته إحدى المرات عن جمال هذه الجلسات الربانية وهذه العلاقات الإنسانية، ورحلة 3 شهور الإيمانية وثمرتها كرصيد له قيمته عنده شافاه الله! «جاوبني بابتسامته العذبة هذا صيدي الغزير من رحلة العمر بكل حصيلتها بأن ما فوق التراب كله تراب الأمن رحمة الخالق والإخلاص له قولا وعملا قدوته رسول الله وكنزه القرآن الكريم».
الله يرحم والديك ويحسن الله إليك يا رمز الإنسان الصادق لهذا الزمان ومواقفه التي لابد أن تدرسها الأجيال، ونواب الوقت الضايع وأخبار أرصدتهم البنكية بالتجربة البرلمانية، لاحول ولا قوة إلا بالله.