تجارة المصالح، والسيطرة، والتحكم، بمصير الأمم والمجتمعات، والتجمعات وبعثرة الجماعة للاستعمار الحالي بكسب رزق عيالك وعيالي! وتجنب المدفع، والطائرة، والرشاش، والمدافع لبلوغ ثروات الشعوب والمنافع هو بذر «الفتنة وما ادراك ما الفتنة؟!» كما هو حاصل اليوم باستغلال ظروف العالم الأشد فقرا! والاكثر والاكبر جهلا لما يحصل بتلك المجتمعات من حاجات للمال والتعليم والعلاج والغذاء وانعدام الأمن والأمان ما بين الحاكم والمحكوم!
سهل افتراسه وبلعه، مهضوم بفيروس «الفتنة الأشد من القتل» كما ورد بالهدي الإلهي العظيم لتجنب وتحاشي ذلك الفيروس المفترس لتفكيك أمم وشعوب تنشد أمنها وامانها كما هو حال عالمنا العربي والاسلامي ودياناته الكتابية الربانية، فتحصد الأخضر واليابس عبر مؤسسات دولية كبرى لها هيمنة مالية تغطس وتغطي حاجات تلك الدول والشعوب لفترات وجيزة وتركعها بديون ومطالبات لا قبل لهم بها بالقوة والسيطرة على مقدراتها وخيراتها بعد نزع فتيل أمنها وأمانها وعصب حياتها لنوع ثرواتها لتسديد مطالباتها القسرية. كما هو واقع عالمنا العربي والإسلامي رفض كل ذلك القيادات الواعية المدركة المتصدية لما يحاك لها خارج حدودها وبعثرة داخلها «بالفتنة وجهالتها وضرب عصب قوتها ومجتمعاتها بذلك الفيروس الاخطر من أسلحة الدمار الشامل سالف النوع والنوعية!».
تصدى لكل ذلك د.مهاتير محمد زعيم وقائد ماليزيا المتطورة مطلع القرن الماضي، ومركز إشعاع ذلك العالم الحالي ورفض مصيدة فتنة أمته ومن حولها بذلك الفيروس الشرس وسيطرته عليهم! بل تكرر نداء ورجاء مباشر بكل ندواته ومحاضراته ولقاءاته الإعلامية للعالم الاسلامي والعربي لتبني نظريته وحزمة مراجعة لتطبيقها على مجتمعاتها لتصحو من غفلتها وتبني نهضتها الشاملة دون سيطرة وخنوع قادتها وشعوبها لتلك الفتن، والخطط الخبيثة للتصيد لطاقاتها ومصادر ارزاقها.
فتنة تلو أخرى لإنهاء قوتها ودمار طاقاتها، فهل يدرك جيل اليوم بصحوته من غفلة وغفوة النوم بالعسل كما يرسم أخيرا ما بين اوطاننا حكاما ومحكومين باستدراجها للفتن ما ظهر منها وما بطن لأوطان تشاركت بالهم والدم والرباط المتين طوال تلك السنين بعهود ملكية وجمهورية واتحادية طلع خلالها فجر متفائل لبلوغ أهداف وحدتها المرجوة من المحيط الهادر للخليج الواعد بخيراته رغم فتن الليل المظلم بسحبه السوداء ليتصدى للحاقدين الحاسدين الاعداء بالفتن الحالية.
الله أكبر فوق كيد المعتدي بفتن ما برز منها وما بطن، الله المستعان.