حب الوطن فرض علينا والوفاء له امن وأمان بطاعة للرحمن سبحانه كما ورد بالهدي الإلهي العظيم عبر القرون والاعوام والسنين، نماذجه وأوفياؤه تشهد لهم أقوالهم وأفعالهم كما برزت عنه مقولة الزعيم الكبير لأرض الكنانة سعد زغلول بكفاحه ضد المحتل الأجنبي لخيرات وطنه وحقوق مواطنيه وخذله للأسف حفنة من أهل وطنه خونة ومنتفعون ومحسوبون لمصالحهم الذاتية، عبرت عن كل ذلك كلماته لشريكة عمره وكفاحه وحياته زوجته صفية بآخرعهده وأيامه بقوله: «مفيش فايدة يا صفية! غطيني بما يليق بنهايتي وودعها راضيا مرضيا بسنوات كفاحه الوفي الصادق إخلاصا وأقوالا تربطها أفعال ذلك الكفاح لمصر والسودان القطر الواحد»، مستشهدا بصفية، أما صفاء بنت أبيها نائبتنا الوفية بانطلاقة ووضوح وتكامل نبرات أدائها البرلماني المخلص لكل أهل ديرتها وما يعود عليهم بحرص دستورهم وأبو ذلك الدستور أميرنا الراحل عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه، جنة الخلد مثواه، على غرس كل ما يعني كرامة أهل ديرته كما نادت بها النائبة الشجاعة بالتوازي مع ذلك الطرح الشهم للوطن ومواطنيه وما صرح وأعلن عنه راعي الدستور بوصفه «الكويت بلاد العرب للمخلصين على أرضها وفاء بوفاء» مطلع ستينيات القرن الماضي.
واكدت أطروحات النائبة الفاضلة بكل وضوح وصراحة لحقوق مواطنيها بخيرات وطنهم وتعزيز مكانتهم، رفاهية واستقرار شؤون حياتهم من المهد الى اللحد كما أرادها دستورهم الذهبي، البنود والفصول والمواد الواردة بذلك النطق السامي ودافعت عنه بشجاعة بارزة النائبة الفاضلة داخل وخارج الكويت وحرصت على تفعيل كل ذلك دون مساس بكرامة كل نسيج أهل الوطن ووافديه الشرفاء، كما نصت عليه تلك المواد، كما أقسمت على الحرص على تفعيل كل ذلك للأجيال المتعاقبة دون التباطؤ بذلك التفعيل، وضايقت تلك الصراحة بعض شرائح الوافدين وتوقعهم أنها أنانية وطنية! لكنها واقع لا تراجع عنه بأن خيرات البلاد لأهلها ولوافديها نصيب جهودهم وعرق جبينهم كاملا غير منقوص، ما جعل التململ يصيب بعض الوافدين رغم وضوح العبارات التي تحمي الطرفين ودفعت شجاعة ووفاء النائبة الفاضلة البعض الى التجاوز مع كل الأسف لعدم وضوح مواد دستور العدل والانصاف للجميع.
هذا ما تم وللقادم باذن الله تدوم النعم للجميع فالناس هم المقياس للتعبير والتدبير، ولم أصلا وفصلا كل ذلك التشابك فهما وأداء يا عيال الحلال «والمؤمن كيس فطن» لكل ما يدور وتتجه اليه الأمور. هداكم الله يا إخوة الديرة بلا حسد ولا غيرة كما يقولها العرب بكل شجاعة.