للكويت بديوانياتها بالذات صفات وتسويات تعني نسيج مجتمعنا بأطراف خليجنا العربي، اجتماعيا، ثقافيا، تاريخيا، سياسيا، رياضيا، إعلاميا وجغرافيا، تتمتع تشكيلاتها كما هو حال مجموعاتها يوميا أوأسبوعيا، أوموسميا خارج حدود المحافظات برا أو بحرا بقرب سواحلها للشاليهات والمزارع والاستراحات لا تخلو كذلك من الديوانيات أواخر القرن الماضي والحالي لتزايد تلك الديوانيات. ولما يعنينا لعنوان مقالتنا تجمعات ديوانيات سيد الشهور والدهور رمضان الكريم بخصوصيته وجداول جلساته، وبرامج استقبالاته، وتنوع مستجداته مع تغيرات البيئة والطبيعة المناخية برودة وربيعا وحرارة صيفا، تشكل كثافة تلك الزيارات وتناقص روادها ترحيلا وأسفارا.
لكنها تحتفظ وتعني أساسيات نظامها التزاما واحتراما لروادها وأصحابها بعيدا عن توترات وضجيج وتشكيلات هوايات مجموعاتها، أما حوارات وقفشات، ومصالح مشتركة، أو بحث قضايا وأخبار مستجدة تتحمل طرحها، أو ما تعود البعض منهم مزاولة لعبة الورق «كوت بوستة أو هاند، أو غيرها من مسميات الجنجفة محبوبة لاعبيها لساعات محدودات طولا وعرضا وتسجيلا بينهم!».
وقد حاول البعض من أصحاب الديوانيات الأفاضل تنظيم برامج زيارات رمضانية تختصر الوقت والجهود المبذول لتلك الزيارات تخفيفا لكبار السن قاصدي تهـاني الشهر المبارك.
انتهت تدريجيا برفضها ووقفها لعدم الالتزام! وبرزت بدائل هذا العام بوقف فتح ديوانيات الأسر العريقة تاريخا وأمثالها كتراث متقادم! بغرض تقليص اختناقات الطرق والشوارع الداخلية والارتباكات عند التقاطعات والجمعيات، والمجمعات الكبيرة وأمثالها خلال شهرنا المبارك! لكنها لم تلاق استحسان الأغلبية، بتركها كما كانت وتوقف فرض نظام تقليصها أو إلغائها بهذا الموسم الزاخر بنشوة التواصل، والتقارب العائلي الأسري رغم صعوبة وكثافة الزحمة المرورية بالذات بعد التراويح اليومية الرمضانية، فضل الأغلبية: «ترك الخلق للخالق بشعار عساكم من عواده!».