«اللهم إن بيتك عظيم ووجهك كريم وأنت يا الله حليم عليم عفو رحيم تحب العفو فاعف عنا، آمين يا رب العالمين».
تلك هي دعوات مأثورات عند مشاهدة وزيارة البيت الحرام ودخول حرمه الطاهر الشريف لعمرة مباركة أو زيارة عابرة، أو موسم عظيم كرمضان المبارك، أو الحج الأكبر، ترددها حناجر وألسن ضيوف الرحمن من كل فج عميق، على امتداد بعد ومسافات العالم الإسلامي الشاسع.
وخلال العشر الأواخر من الشهر الكريم للعتق من النار رحمة الخالق الرحيم والقاهر الجبار ندعو الله أن يتقبل «دعوة خادم الحرمين الشريفين للدعوات الثلاث للقمم الطارئة للتباحث بأوضاع العالم الإسلامي والعربي الأخيرة على أرض الحرمين الطاهرة».
لنردد تلك الكلمات المباركة حول الكعبة المشرفة بجوار بيته العتيق، لعل الله تعالى يلطف بنا وتنتصر أحوالنا ممن يتربصون بنا الدوائر بالذات لمن لهم حق الجوار لمالهم من حقوق للدار وواجب الجوار دون تحريضات، واعتداءات يومية مباشرة وغير مباشرة!
ولا نملك كشعوب إسلامية عربية وأعجمية سوى أن نتوجه إلى الله بالدعوات أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وإخوانه الأفاضل الذين حضروا القمة المباركة بجوار الحرم العظيم، ولهم منا دعوات مخلصة صادقة (نعم الدعوة ونعم الداعي) لتحاشي مزيد من حروب النار وبعثرة الدمار ما بين قلوب أمة الإسلام وثرواتها ومقدراتها وإرهاب أهلها بميادينها، أو تلقي أخبارها وتمزيق لحمة بلدانها وشعوبها أكثر مما هو حاصل لأوطانها وشعوبها بتوحيد كلماتها ودحر مسببي فتنتها الكبرى ما بين حاملي شعيرة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وباقي دياناتها الكتابية تاريخا وحضارة وجغرافيا تعني حدودها وبحارها، وثرواتها وبسط نفوذ الآخرين عنوة عليها فنكررها كشعوب إسلامية وحدوا الكلمة وحزمة الأمة وانبذوا الفرقة، وليكن عدو الله وعدوكم بآخر طوابيركم الإنسانية إسلامية وديانات كتابية مؤكدة الهوية وما النصر إلا من عند الله سبحانه بشهر رمضان المبارك آمين.