خالص العزاء إلى صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي. تلقينا ببالغ الأسى خبر وفاة نجلكم خالد ونحن خارج الكويت، وعلمنا الأكيد عن مناقبه الكريمة وتربيتكم الحكيمة له وإخوته كما هو معروف ومشهود ومؤكد عنكم حكما وحكمة للشارقة خاصة وللإمارات الشقيقة عامة، كونكم عضوا فاعلا متميزا بارزا لهذا الصرح.. القدوة للحزمة الخليجية والخارطة العربية كافة، وتأكيد ذلك اقليميا لمنظومة مجلس التعاون الخليجي بفكركم الحكيم، وتواصلكم الحميم مع أطرافها الرسمية، وروابطها العربية الأخوية، مثالها وقفاتك المشهودة لأرض الكنانة سابقها ولاحقها وقت أزماتها، وكذلك ما تقوم سموك ـ رعاك الله ـ بواجب خندق تعليمك ودراستك الأكاديمية الجامعية لكلية الزراعة، حيث تخرجك بتفوق منها ولاتزال تلبي حاجاتها حتى هذه الأعوام العجاف بوضع ومشاكل الوطن العربي، ولكن وفاءك تفوق على كل صعابها بدعمها والقيام بواجب مساندتها، كما هو الحال مع مؤسسات ومنظمات الوطن العربي الأخرى.. أكاديمية وثقافية وعلمية تستحق تسمية امارتك الشارقة مسماها عاصمة الثقافة للدولة والوطن العربي كافة. ليس أدل على ذلك من وفائك للكويت إمارة سابقة ودولة عصرية حديثة أكدتها بهديتك لها توثيقا مؤلف «بيان الكويت الأول لأواخر تسعينات القرن الماضي»، اصداره يوضح اخلاصك المعهود لها وحكامها ومحكوميها شعبا ومؤسسات، تلقيت علومك وتعليمك بها وخارجها باسم الكويت المرتبطة بإخلاصك لها وأهلها، تأكد ذلك بإطلاق اسمها على رسمي ميادين امارة الشارقة الناهضة ومسميات مناطقها ومحافظاتها وأسواقها وسواحلها وشوارعها بقلب امارتك العريقة اسما ورسما.
ذلك الجهد لا ينكره يا صاحب السمو د.سلطان بن محمد القاسمي سوى حاقد أو حاسد وجاحد جاهل لكل كنوز امارتك للعروبة والأشقاء حولها، لكنها شهادة للتاريخ والجغرافيا العربية للدولة العريقة بإمارتها، العميقة بكنوز ثقافتها وحكمة حكامها كل بخندق واجباته، سموك رمز لامع مانع، لمثل ذلك بارك الله خطواتك وعظم أجركم بفقيدكم الغالي وأثابكم الصبر والسلوان بفسيح الجنان، إنا لله وإنا إليه راجعون، وندعو بطول أعماركم ورجاحة قياداتكم بكل مواقعها رمزا للخليج العربي والوطن العربي الأكبر، سدد الله قلاع صموده أمام أعدائه المتلونين للعبث بثرواته البشرية والبيئية الطبيعية.. ودمتم سالمين.