مقولة القرن الماضي ديرتنا واحة خضراء برغبة قيادات وقمة هذا الوطن الغالي! انقلب سحره على ساحره وأصبحت إعدامات أشجار النخيل ومثلها ساحرة صحارينا (كوناكاربس حمالة الأسية من أشجارنا البهية جمالا وتخضير طرقنا ومحافظاتنا بمواقعها الزراعية!)، تدمرت تلك المواقع نتيجة مشاريع تجديد وتوسعة طرقها لتصبح قاعا صفصفا بمداخلها ومخارجها رغم عدم تحركها تنفيذا وتغييرا عدا قطعها المبرمج أو تعطيشها لتذبل ثم تموت شامخة! كما هو حال محافظات حولي والأحمدي والجهراء والعاصمة، ولم تسلم الفروانية ومبارك الكبير من تلك البلوى المستباحة إعداما لتك الشجيرات والأشجار اليانعة خيالا وظلالا ونقاوة طبيعية بأكسجينها النقي، ومنظرها المشوه بمداخل ومخارج ضاحية عبدالله المبارك تحديدا امتداد الدائري السابع! وطريق الغوص والملك خالد ما بين بيان ومشرف وزوايا قصر مشرف التاريخي، وطريق الملك فهد تواصلا لطريق الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن لنهاية منفذ النويصيب الحدودي!
تركع جذوع نخيله مستسلمة لقدرها إعداما بلا رحمة لقطع مصادر سقياها لبدائل مؤقتة لريها بالتنقيط لاستغلال ملايين غالونات مياه خليجنا العذبة المتعوب عليها بإعادتها للخليج الهادر بملوحته لاستقبالها، كما طالب بجوابها في القرن الماضي المغفور له بإذن الله النائب الراحل أحمد الربعي المبدع بذلك الاستفسار البرلماني بلا إجابة شافية حتى يومنا الحالي!
والجواب معتقل بأدراج الغباء الرسمي لوأد واحات النخيل بلا حجة ولا دليل تسقط أشجارها شامخة بمعاول مقاولي مشاريع التدمير الأخضر بحجة الإصلاح للطريق وإعدام نخيلها!
والسؤال الحائر: من يوقف هذا الدمار الأخضر بمواقع غرسه، وتكاليف وعناية تجميل طرقنا ومحافظاتنا وشوارعنا الحزينة بلا خضار ولا زينة يا جمعيات العود الأخضر وهيئة زراعته ووزارات حمايته من سطوة المخربين، بلا مؤسسة ردع، ولا هيبة منع! ولا عقاب يبلغ الألباب ليتوقف زحفهم؟!