لا اختلاف على أن الموت حق، والحياة باقية بأمر خالقها ومدبر تداولها، ونظام استمرارها واستقرارها!
الفارق في ذلك كما يقال بتعريف مختصي الحكمة وألفاظ الحكماء: «ألا إن الجهالة أعيت من يداويها!»، ففي نهاية يوم الجمعة الماضي وبزوغ فجر السبت كان موعد ثلة من زهور شبابنا مع القدر بعلم ومعرفة رب العالمين تجمعهم البساطة، وتحفهم السعادة، وتصاحبهم المعرفة والصداقة والزمالة بأعمارهم المتقاربة! لكن القدر المحتوم بحملهم ظهر مركبتهم جهاز أصم لا يدرك سوى توجيهه وتحويلاته إما لحياة الفرد أو هلاكه ومماته! هذا ما حصل كما تقول رواية الشباب بلا عتاب بينهم ولا حساب سوى الفرحة والبهجة والفراغ المؤدي للفراق بينهم! ليحدث ما حدث وتسجل وتدون تقاريره كارثة لفلذات أكبادنا شبابا بعمر الزهور رحلوا وخلفوا بعدهم حسرات وندامة نهايتها اتهام القدر بأسباب تلك الكارثة المتكررة بذات الأسلوب والوسيلة لمثل هذه المركبات عبر طرقنا وشوارعنا ومناطقنا، مهما توسعت المساحات، وتطاولت الجسور وتوسعت الحارات وأجهزة الرقابة والمخالفات عبر نظام الدولة الحديثة، لكن الجهالة واردة تسابق حزم قوانينا ولوائح مخالفاتنا تحتاج لثورة توعيات بميادين تعليم أبنائنا ووسائل إعلامنا، وتسويق مركباتنا الحالية بقصد الرفاهية وحسن النية نتائجها كارثية بضحايا شبابنا وثرة وطننا، مازالت جهالتهم توازي تنفيذ رغباتهم بقيادة أنواع مركباتهم دون إدراك ووعي مقنع من قبل كل أطرافنا المعنيين برقابتهم والحرص على تواصل حياتهم دون نحيب وحزن أهلهم لكل ما يحفهم من أخطارها! عظم الله أجر ذويهم، وأسكنهم فردوسهم الأعلى تحت ثراهم، ولاحول ولا قوة إلا بالله الحي الباقي سبحانه.