عظم الله أجركم بفقيد العالمين الإسلامي والعربي وقلعة العالم أجمع حكمة وحنكة وعقلية مجتمعة للتوازن المطلوب في كل الحالات والظروف والأزمات، فقد كان الصمت لديه جوابا مقنعا، والكلمة بنطقها قرارا مسموعا وبيانا مرفوعا، والتوجيه والتنبيه والتصريح والتلميح إشارات مدروسة لها أطراف محسوسة يعود لها أصحاب القرار بالدول العربية والإسلامية وحتى في العالم أجمع ينشدون رده أو صده للتقدم خطوات، أو التقهقر مسافات، هذا هو كما كان خريج جامعة الأركان العسكرية للامبراطورية الملكية البريطانية (سانت هيرست) جامعته الواسعة، كما رسم لها سلطنته العربية العمانية على سواحل بحري المحيط العربي والخليج الشقيق لإخوته العرب، حيادي المبدأ، عقلاني القرار، جاد للإصلاح، رافض للتفرد بالرأي، محليا وإقليميا وعالميا، ذلك هو المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه وجنة الخلد مثواه.
تشرفت بمقابلته حينما كنت مديرا عاما لمنظمة المدن العربية أوائل تسعينيات القرن الماضي لمهام كلفني بها المغفور له بإذن الله عبدالعزيز يوسف العدساني الأمين العام لهذه المنظمة من مقرها في الكويت منذ ولادتها، خلال شهر مايو من العام 1967م برغبة عربية للبلديات والمحافظات والتاريخ والثقافة والتراث ونماذج المدن العربية التراثية إحدى قلاعها سلطنة عمان الزاهرة بعهد الراحل السلطان قابوس الذي حرك مسارها سلطة راقية وسلطان مثقف مرابط للإصلاح وإعادة تاريخها حضارة وتراثا وثقافة تعدت تواريخ الإنجازات قديمها وحاضرها، ورسم خطاها المتقدم للعالم الواسع علما وتعليما بثروتها البشرية، وكنوزها التاريخية كل ذلك بترفع عن المغالاة والبهرجة والتطاولات غير المحدودة لاختلاق واختلاف مشاكل ممزوجه تفرق ولا تجمع، تضر ولا تنفع، للجوار والبعيد من الأقطار بروازها الحكمة وحشوتها الحنكة، وغلافها الأمان.
كان ذلك هو منهج السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، منذ ولادته حتى تاريخ رحيله كما بروزه ذاتيا لإعلانه ومن هو خليفته مكانه للوقت والتاريخ المعلوم للقضاء المحتوم، ليبلغ للعالم ولادة سلطنة وسلطة نموذجيه للارتقاء 100% كيف تكون الحنكة للحكم لدولة وسلطنة العالم الحديث بزواياها أعظم حدث وأرقى تحديث لتسلسل السلطة استلاما وتسليما بسلام ووئام، يريح الأنام وسط عالم صاخب دماره لاهب وعدوانه ثاقب للنخوة الإنسانية، تعلنه الأخبار العالمية مع وداعك يا السلطان الراقي من الأحزان العربية والإسلامية. عظم الله أجر أمتك برحيلك.