«المردم» طائر ربيعي موسمي جميل صغير الحجم نحيل الجسم، يظهر بجزيرة العرب وخليجها خلال هذه المواسم، تصرفاته غير مستقرة بسرعة نحافته، ودخوله وخروجه غير منتظم، لدرجة نسيانه مخرجه من مدخله مما يسهل اصطياده أحيانا ثم اطلاق سراحه غالبا!
تذكرته أمامي ومشهد فيروس كورونا، فارس الموسم، وما فرضه علينا كأمم من سلبيات وايجابيات كشفت تصرفات دول عظمى ومتقدمة جلبت دمارا كارثيا على شعوبها وارتفاع نسب وفياتها وحيرة أهلها وهجرتهم للخارج بأعداد كبيرة، تحاشيا لدمارها الانساني وضياع حياتها بسبب ذلك القرار السلبي، وما تصرفته حكوماتها فترة ربكة وقوعه! (أطلق عليه عندهم سياسة القطيع الموصوف بالمواشي والاغنام وترك هواه بلا دواء!) من تكتب له السلامة يتابع حياته! ومن يهزم في صحته يختار مماته خانعا طائعا راضيا بتلك «المصيبة!» وهذا للاحاطة بدول متقدمة عظمى للقرن الحالي لهم دورهم المشهود له بمصير العالم الواعي، تراجعت خلال أسابيع ماضية لهذا العام2020 وبضغط جماهيرها وفوضى شوارعها احتجاجا على تلك السياسة ومسماها الحيواني ونعته لانسانيتها عبر قرونها وسنواتها التي لا تغيب شمسها كما درسناه بمدارسنا للقرن الماضي!
لا أعلم لماذا زارني طيف طائرنا الربيعي (المردم) الجميل لمقارنته بتلك السياسة السلبية لمواجهة كارثة انسانية اليوم شح فيها دواؤهم وطعامهم وشرابهم وهواؤهم عن التصدي لها، وهي دول قدوة بكل ذلك لكوارث تربك (المردم طائرنا بلخبطة مدخله وضياع مخرجه للعالم الواسع!)، وتذكرت قول شاعرنا العربي:
جزى الله الشدائد كل خير .. عرفت بها عدوي من صديقي
والله المستعان.