«الرجال مخابر ما هي مناظر» والمذكور بخير ما عليه من الغير، فما بالك فارس وقائد ملحمة الجسور ومعركة الإرادة العسكرية كما يرويها زملاء ذلك الميدان بتوقيته يوم عدوان بعث صدام مصائبها بدخوله الكويت بمثلث جوارهم ما بين جزيرة العرب وخليجها آمنة مطمئنة قرابة 400 عام يزيده تاريخ ما قبلها بعمق تاريخها وجغرافية موقعها شاهد لها وعليها قرون موغلة القدم لذلك التاريخ بغزواته وحروبه عربية الاسم، اسلامية المسمى، تاريخية التقارير، جغرافية الأصول ما بين جوار عربي وأعجمي، تاريخ وأصول تروي ملاحم تلك الفصول لغزوات التتار وغطرسة مسميات الاستعمار المتواصل لاحتلالها، آخرها «بربسة» استعمار بعث عصابة الأهواز مشتركة الأدوار حتى هذه الساعة! تاريخها موثق بآلامها للباحثين فيها!
تدفعنا معركة جسور فارسها عنوان هذه الرسالة ببصمات «بومسعود» ترويها أقلام زملائه فرسانها للجوانب العسكرية البحتة بأسرارها التي لم يروِ كثيرها العملاق اللواء ركن متقاعد سالم مسعود سرور، رحمه الله، لاحترام كل معانيها، كرا وفرا عسكريا في مواجهة جحافل مليون عسكري بعثي راجلين ومحمولين بأعتى دباباتهم وطائراتهم وأنواع أسلحتهم لاجتياح جارتهم وشقيقتهم، تاريخه، ولغته، وديانته، وقوميته للأسف.
ولم يكن للعدو حدود كما كان يقول في خطاباته الاستعراضية، لكن فارسنا بومسعود تصدى على أرض المعركة بفكره وحساباته وتقديراته العسكرية الراجحة لتروى لكل الأجيال بدايتها ونهايتها لتلك الأجيال التي حدثني عنها الراحل بكل وقار واختصار بديوان المفرج في منطقة الروضة، حيث كان أحد رواده وزملاء خندقه رواد هذا الديوان العامر وأمثاله من ديوانيات بومسعود بزياراته الأسبوعية المترابطة وأهدافها الاجتماعية الكويتية المعروفة أفراحا وأتراحا لا يتأخر فيها الراحل الشهم كما الاعتبارات الكويتية المعروفة.
وكان فارسنا الراحل يطرح أفكاره للساحة العسكرية وتربيتها ومنها ما تعارف عليه باسم «تربية عسكرية» للأجيال الحالية، كما يحدث بالعالم الواعي الراقي اسما ومسمى للارتباط المطلوب ولاء وانتماء لا غبار عليه، وما تخطط له الدولة الاستفادة والمردود من أهدافه والإعداد والتنفيذ والمتابعة لأهدافها المنشودة (تربية عسكرية أصلا وصورة وتحاشي سلبيات السابق والاستعداد للنفير العسكري الدولي الراقي المطلوب) وأمانة ميزانياته المرصودة.
بهاجس الراحل العسكري القدوة بومسعود خلال حياته العامرة وأمثاله هو وزملاؤه وجيله العسكري الوفي للأجيال ثروة بلادها للدفاع عنها أصلا وفصلا لا يضيع بأمثالك يا فارس العسكرية والأصول المدنية للاستفادة من طاقات الشباب وإمكانياتهم بكل ظروف البلاد سلما وحربا تترحم عليكم يا رمز الإخلاص بومسعود وعزيمة للإخلاص لا تجود فيها سوى جهودكم المتبقية بعدكم، ودعواتنا جنة الفردوس لكم أمين يا رب العالمين والصبر والثواب لأسرتكم الكريمة بفراقكم الغائب الحاضر بطيب سمعتكم.