[email protected]
السجن إصلاح وتهذيب، لذا تحرص الدول على التنويه وحتى من خلال المسميات والاشارة الى هذا المضمون، فنجد السجون تندرج تحت الادارة العامة للمؤسسات الإصلاحية وتنفيذ الأحكام وجاءت الإصلاحية قبل تنفيذ الأحكام للتأكيد على هذا المعنى، وهي تقويم سلوك السجين خلال فترة قضائه للعقوبة.
والسجناء نوعان، الاول من يستفيدون ويتعلمون من أخطائهم ويتعلمون من فقد الحرية، فنجدهم بعد قضاء فترة عقوبتهم قد تغيروا الى الاحسن، وأدركوا ان الحكمة افضل بكثير من التهور، والفئة الثانية اشخاص لا يخرجون بأي فائدة ولم يستفيدوا من أخطائهم، وبالتالي فهم معرضون لارتكاب اخطاء اكبر قد تعيدهم الى السجن مرة اخرى، وأي دولة في العالم يفترض انها تتعامل مع مواطنيها مثلما يتعامل الاب مع ابنائه، قد تقسو وقد تعاقب ولكنها تريد الصلاح لأن الغاية الكبرى هي وجود مجتمع الأغلبية منه أسوياء.
الرجوع عن الخطأ فضيلة وليس ضعفا تماما مثلما يخطئ الانسان فيعتذر والاعتذار لا يعني الضعف ولكنه قوة.
الاستفادة من التجارب تحول دون تكرار الاخطاء، والسجن للبعض يعتبر مرحلة مناسبة لكي يتأمل الشخص النهج الذي كان يمضي به وينظر الى المقربين بمنظار آخر ويخرج بتصور افضل للمستقبل، والمكابرة لمجرد المكابرة لن تؤدي الى نتائج في صالح الشخص، خصوصا اذا كان يسبح ضد تيار اقوى منه ويدرك تمام الإدراك انه يغرد خارج السرب.
من المهم جدا للإنسان ان يستفيد من تجاربه ويقيم سلوكه الذي قد يؤثر على مستقبله وحياته بل ومستقبل ابنائه وأسرته، والدول حينما تطلق سراح سجناء في مناسبات وقبل انقضاء كامل العقوبة تريد ان تبلغ السجين بطريقة غير مباشرة بأنها تريد ان يكون انسانا صالحا للمجتمع.
بعد اسابيع وربما ايام سيطلق سراح نحو 1000 سجين بناء على مكرمة من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد اطال الله في عمره، ما بين مواطنين وغير مواطنين، والذين سيرحلون الى اوطانهم بموجب القانون، ونتمنى ان يكونوا استفادوا من فترة حبسهم وتجربة السجن، والبقية مواطنون نأمل ان يعودا الى رشدهم وان تحتضنهم الدولة وتوفر لهم فرصا جديدة للانصهار والانخراط في المجتمع، اتمنى تشكيل لجان وطنية تكون مهمتها الاساسية هي متابعة اوضاع السجناء الذين اطلق سراحهم بعد ارتكاب قضايا سرقات وسلب ومخدرات ومحاولة حل مشاكلهم بما يحول دون عودتهم للسجن مرة اخرى وهذا للصالح العام، ودمتم.