أبلغني صديق بأنه توجه إلى المستوصف فأبلغته الطبيبة بأن حالته تستوجب التوجه للمستشفى، ودونت خلف ورقة التحويل رقم هاتف لأخذ موعد عبر الواتساب فأرسل صورة البطاقة المدنية وصورة التحويل، ليأتي له الرد في غضون دقائق بتحديد تاريخ ومكان المراجعة، قال باستغراب في السابق كان يتطلب الإجراء الذي تم عبر الواتساب الاستئذان من العمل والتوجه الى المستشفى والبحث عن مكان للسيارة إلخ، هذا الحوار طرح في ذهني عدة تساؤلات وهي:
لماذا لم نوظف التكنولوجيا منذ سنوات خاصة بعد انتشار الهواتف الذكية وامتلاك معظم الشرائح لتلك الهواتف؟، وأين الحكومة الذكية في التعاملات الهاتفية؟، وهل كان لابد ان يأتي فيروس كورونا حتى نتذكر ان هناك تكنولوجيا يمكن الاستفادة منها ونوفر الكثير من الجهد والوقت؟ وهل كان لابد من فيروس كورونا حتى نستغني عن جولات مكوكية كان يتحتم على اي مواطن او مقيم القيام بها بين ادارات مختلفة لمجرد الحصول على توقيع او أخذ موعد؟
وهل كان لابد من كارثة بحجم كورونا لندرك اننا نمتلك تقنيات قادرة على معالجة والتصدي لمشاكلنا الإدارية والخدمية والتخلص من المعاملات الورقية وطوابير الانتظار والدورة المكوكية للحصول على توقيع مستند ما؟ في حين بالإمكان فعل كل هذا دون ان ننتقل الى اي مكان وذلك عبر الهاتف النقال او بتطبيق الواتساب مثلما كان الحال في موعد المستشفى.
وهل كان لابد ان يطل فيروس كورونا حتى تدرك وزارات الدورة ان هناك إمكانية للتواصل والربط إلكتروني فيما بينها؟ وهل كان لابد من فيروس كورونا حتى نكتشف ان هناك إمكانية للتواصل المرئي بين المسؤولين بعضهم وبعض وهم في مكاتبهم ودون عناء التنقل وكلفة الاجتماعات وولائم الإفطار والغداء وطواقم الخدمة الفندقية؟ هل كان لابد من كورونا حتى تقوم وزارات الدولة بتدريب كوادر البشرية كويتية في مجال الحاسوب؟ وأن الدول حولنا تتقدم ونحن محلك سر؟
حقا أثبت كورونا أننا تأخرنا كثيرا وحتى لا أهضم حق من أجاد لا أستطيع ان أغض البصر عما قامت به وزارة الداخلية خاصة في عهد وزير الداخلية الحالي أنس الصالح ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام في قطع شوط طويل في استخدام التكنولوجيا خاصة بالنسبة لقطاع شؤون الإقامة والإدارة العامة للمرور وغيرها من إدارات الداخلية، كما أثبت كورونا اننا بحاجة إلى إدارة لنظم وتقنيات المعلومات في كل وزارة.
aljalahamahq8@
[email protected]