إن هبوط أسعار النفط هو حديث الساعة، وصدمته على الاقتصاد الكويتي هي محور حديث الناس، وعدم وجود مصادر دخل غير النفط ومصير الكويت بعد ذلك هو موضوع كل جلسة..
هذا هو حديث الجميع خلال الأشهر الماضية، فالكاره والحاقد على هذا البلد الطيب يقول إن الانهيار ينتظر هذا البلد، والمحب لهذا البلد وأنا منهم لنا رأي آخر.
ان الطاقة البديلة للكويت هي شبابها، وبديل النفط لهذا البلد الجميل هم شبان وشابات الكويت، خلال الاثني عشر عاما التي أمضيتها في الكويت اجتمعت بالعديد من رؤساء مجالس إدارات شركات كبيرة، ومدراء لمؤسسات مهمة، وهم جميعا من فئة الشباب.
إن مقارنة واحدة لأعضاء مجلس الأمة ومجلس الوزراء الكويتي مع غيرهما من مجالس ووزراء بعض البلدان العربية التي ما زالت مجالسها وطاولات وزرائها تحتوي على ديناصورات معمرة لا تقوى على الكلام، بنسبة كبيرة تصل الى 95% مقارنة مع الشريحة الكبيرة من الشباب الموجودة في مجلسي الأمة والوزراء الكويتيين تجعلك تدرك أن هذا الوقود المحرك للكويت هو من شريحة الشباب.
قم بزيارة واحدة لأحد المعارض أو الأنشطة وهي كثيرة، والتي تقوم بعرض وتقديم المشاريع الصغيرة، تجعلك تدرك تماما أنه لا خوف على هذا البلد بوجود هذه الطاقات الإبداعية الناجحة، أفكار رائعة، حماس وإخلاص، جيل مثقف متعلم يعمل بيده.
وجولة واحدة على بعض المطاعم والمقاهي والمشاريع الصناعية الصغيرة التي قام بابتكارها وإنشائها من الصفر شباب وشابات كويتيون بشكل محترف وابتكاري، وكتبوا قصص نجاح كبيرة من خلال انتشار سريع وناجح في جميع أنحاء الكويت حتى أصبحت بعض هذه المشاريع محط اهتمام شركات عالمية للاستحواذ عليها أو قسم منها، كل هذا يجعلك تدرك أن الطاقة البديلة للكويت موجودة وبقوة، هي دم جديد وجيل مثقف ومتعلم قادم بقوة في جميع المجالات، قادر على الإبداع والابتكار والريادة.
إن لقاء بعض الطلبة الكويتيين في الخارج والاستماع إلى احلامهم وافكارهم ومشاريعهم التي ينوون القيام بها عند العودة إلى الوطن تنقل لك شعور الأمان بأن مستقبل هذا البلد بخير.
إن الحب في هذه الحياة هو الأساس وكل ما يأتي بعده من عمل، انتاج، حياة،.. إلخ، سيكون مصيره النجاح اذا كان الحب موجودا.. والعكس صحيح، فإن لم يكن الحب هو الأساس فإن كل ما يأتي بعده مصيره الفشل.
وخلال سنواتي الطويلة في الكويت فإنني أستطيع أن أجزم لكم بأن شباب وشابات هذا البلد ونجاحاتهم وأحلامهم وأفكارهم كان دافعها الرئيسي هو حب الكويت.
ملاحظة ١: اسم زاويتي (توتيات) جاء من شيئين:
- التوت هو فاكهتي المفضلة وهي شبيهة بمقالاتي (قليلة وموسمية)
- اسم المرح الذي أنادي به على والدتي وهي أعز ما املك في الحياة هو (توتة)
ملاحظة ٢: هذا المقال رومانسي وليس اقتصاديا.
[email protected]