كشف الفوز المصري الكبير على الجزائر بأربعة أهداف نظيفة في بطولة كأس أمم أفريقيا هشاشة الثقافة الكروية عند اللاعب العربي، فالخسارة في نظره طعنا في شرفه وكرامته، فإما ان افوز عليك او اهدر دمك، فمنذ ان اطلق حكم المباراة صافرته تبين لنا ان لاعبي الجزائر لم يأتوا للعب الكرة، إنما جاءوا للضرب والركل والرفس واساءوا كثيرا الى انفسهم قبل ان يسيئوا الى سمعة الكرة العربية باعتبارهم ممثل العرب في مونديال جنوب افريقيا 2010 فإذا كانت هذه افعالهم وهم في مثل هذا العمر والخبرة الكروية التي مكنتهم من الاحتراف في اوروبا، فماذا تركوا لناشئة الكرة من افعال لا تليق بمن «يمتهن» هذه اللعبة، نعم كشف الفوز المصري الرائع صغر حجم عقلية مثل هؤلاء المحترفين الذين قتلوا الروح الرياضية ورموا جثتها في الشارع، خسرت الأرجنتين من البرازيل بثلاثة واربعة وتصافح اللاعبون مع بعضهم، خسرت ألمانيا في دارها من انجلترا بخمسة اهداف فتبادل اللاعبون قمصانهم، سحق برشلونة خصمه اللدود ريال مدريد بستة اهداف فلم يفعل مدافعوه مثلما فعل الجزائري نذير بلحاج وحارسه فوزي الشاوشي، توقعنا ان تكون المباراة مضغوطة بالشحن العصبي وهذا هو ديدن المنتخبات العربية المتنافسة، ولكن لم نتوقع اطلاقا ان تتحول من جانب المنتخب الجزائري الى «قاتل ومقتول» وكأن الذي يلعب أمامهم فريق من الجن وليس المنتخب العربي المصري الشقيق.
نعم فرحنا لتأهل «الجزائر» إلى كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا ولكن لا يحق له ان يلوث اسمى معاني الرياضة بمثل هذه الاساليب التي لا تمت للرياضة بصلة، فإذا كنت غير قادر على الفوز على خصمك فاخسر بشرف على الأقل، فقد كشفت هذه المباراة أن العقلية الكروية للاعب العربي بحاجة الى «برمجة» وإعادة تأهيل، وفي مقابل ذلك لم يفز المنتخب المصري بالنتيجة فقط، إنما فاز باللعب النظيف والحرص على تطبيق معانيه، فاز لأنه الأفضل فنيا بفضل القيادة الحكيمة لمدربه حسن شحاتة والذي طلب من نجومه «خنق» ألعاب الخصم في ملعبه وشن الهجمات السريعة التي يجيدها لاعبوه بإتقان شديد، ومن الظلم حقيقة أن هذا الجيل من اللاعبين الأكفاء لم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة.
بعيدا عن مباراة مصر والجزائر ما هي اخبار منتخبنا الازرق الذي سيخوض مباراة فاصلة مع عمان في تصفيات كأس آسيا 2011 في قطر يوم 3 مارس المقبل؟
أين سيكون اعداده؟ مرة في الشارقة واخرى في العين ولكن تأكدوا ان المعسكر سيكون اخيرا في القاهرة للعب مع انبي وبتروجيت وحرس الحدود وسلامتكم.