ناصر الخالدي
كنت مع أحد رجالات الكويت القدامى الذين عاشوا الماضي بأحداثه المثيرة وظروفه الصعبة وبينما نحن نتحدث أطل علينا عبر قناة الراي الفضائية برنامج وراء الأبواب وكانت الحلقة تدور حول المساج وفوائده واستغلاله السيئ، وتابعنا الحلقة فذكر أحد الضيوف أن من أسباب الاستغلال السيئ لعمليات المساج هو الطمع المادي والشذوذ الجنسي ثم ذكر أن كثيرا من الذين يعملون في هذه الصالونات التي تقدم خدمة المساج هم من الجنس الثالث ولم يكملها حتى سألني الرجل الفاضل الذي أخبرتكم بأنه واحد من رجالات الكويت القدامى «شنو جنس ثالث!».
استنكرها واستغربها فسألني ودون مبالغة أقول انه سألني «يعني شنو جنس ثالث» فضحكت ثم أخبرته بأن الجنس الثالث هو رجل تنازل عن رجولته ليصير أنثى بملابسه وبحركاته وكلماته وتصرفاته وأفكاره وحتى باسمه وصداقاته، وأخبرته أن أعدادهم وللأسف الشديد في ازدياد مستمر وسألني كويتي؟ فأخبرته بأنهم كويتيون وأننا نراهم في الأسواق والمجمعات التجارية والجمعيات التعاونية ونخجل منهم ولا يخجلون منا وينظرون إلينا بكل فخر واعتزاز وننظر إليهم نظر الخجلان ولا تسأل يا عم عن عدد الراغبين في التعرف عليهم فأكثر مما تتصور ويقبلون عليهم أكثر من قبولهم على الفتيات ولا يبالون بنظرة المجتمع ولا كلام الناس ويضربون عرض الحائط كل من يلومهم على مثل هذه العلاقات وأما الجنس الثالث فله أصدقاء على نفس الطريقة ولهم أماكن يتجمعون بها، ويحيون حفلات ويقضون ساعات من الشذوذ ولا تسأل يا عم عمن ينضم لهذه السهرات ومن يحضرها فالاجابة قد تكون ضربا من الخيال ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقد ماتت قلوب الكثير من الناس ياعماه.
العم الفاضل تحسّر على ذلك الماضي الجميل الذي لم يعرفوا فيه لا «جنس ثالث» ولا «رابع» بل عرفوا فيه رجالا بمعنى الكلمة ونساء يعتمد عليهن واسترجع ذكرياته بحنين صادق وشوق لم ار له مثيلا فعاشوا في أحلك الظروف وأقساها ودخلوا البحر ومشوا في الصحراء ولم تحتج أجسادهم إلى مساج ولا جلسة مع جنس ثالث ولكننا في عصر الرخاء عرفنا كل هذه الأمور وأدمن عليها البعض أيما أدمان فضاع الدين وضاعت الأخلاق وصرنا نرى رجالا بلا عقول يلاحقون كل ساقطة ويتبعون كل رذيلة من أجل إشباع أهوائهم التي لا تختلف عن البهائم التي لا تعرف «شبعتها».
الجنس الثالث لم يولد هكذا بل نتيجة إهمال أسري وتقصير واضح وإلا فأين الأسرة ودورها؟ وحتى لا تتزايد الأعداد فينبغي على كل أسرة أن تراقب أبناءها كما ينبغي وتفصل الاناث عن الذكور، فمع الأسف الشديد هناك أمهات يجعلن أبناءهم من الذكور يلبسون ملابس الاناث في مرحلة الطفولة ويشجعنهم على تقليد حركات الاناث ويفتحن لهم المجال بالاحتكاك المستمر مع الاناث ثم يتخرج الطفل من هذه المدرسة الأسرية ليحصل على لقب جنس ثالث ونفس المشكلة تقريبـا مع الفتيات اللواتي يتحولن إلى ذكور وأعوذ بالله من أن نصادف واحدة منهن لأنه خطر عظيم ولسان سليط وخلق بذيء، ويتكاثر مثل تكاثر الذباب فنحتاج إلى تدخل من قبل جميع الجهات المعنية وإلا فإننا سنشهد «جنسا ثالثا ورابعا وخامسا» ونصل إلى المئات.
وقفة
مع الزمن يتغير العديد من الأشياء وتختلط الأوراق مع بعضها البعض فتضيع الحقائق حتى يصيرالخطأ أشبه ما يكون بالصح وهذا ما نعيشه اليوم، فمتى الخلاص من ذلك؟!