تعودنا في الكويت قراءة التصريحات الحكومية المنطقية وغير المنطقية، وكثير من هذه التصريحات ليست إلا مجرد كلمات للأسف الشديد أحيانا تكون مرتجلة وغير مدروسة وأحيانا تأتي كنوع من ردة الفعل لمعالجة خلل ثم لا شيء يحدث في ملف التنمية والتطوير حتى بات الجميع يتساءل هل الحكومة تملك خطة واضحة؟
تصريح جديد مفاده ان مدينة الحرير والتي تقع في مدينة الصبية في المنطقة الشمالية للكويت على مساحة 250 كيلومترا مربعا وبتكلفة تقدر بأكثر من 5 مليارات دينار ستوفر هذه المدينة 500 ألف وظيفة للكويتيين وهذا الرقم مبالغ فيه لأن عدد الكويتيين الذين يعملون بالقطاع الحكومي حاليا 280 ألفا، وعدد الذين يعملون بالقطاع الخاص 80 ألفا، أي أن المجموع 360 ألف موظف هو العدد العام للموظفين الكويتيين في القطاعين العام والخاص، ولو افترضنا زيادة هذا الرقم بعد 10 سنوات مع مراعاة عدد المتقاعدين فإن هذا يعني أن كل الموظفين سينتقلون للعمل في مدينة الحرير التي تستوعب 500 ألف وظيفة ونترك الوزارات والهيئات فارغة.
المشاريع الناجحة تحتاج إلى تخطيط واضح مع مراعاة أدق التفاصيل ولأن مشروع مدينة الحرير يعتبر بمنزلة الحلم لنا فلا بد من دراسة تشغيل المشروع بالشكل الصحيح حتى لا نخسر مليارات «على الفاضي».
خبر جديد حيث اعتمد مجلس الوزراء المنظور الإسكاني الجديد الذي قدمه وزير الدولة لشؤون الإسكان ووزير الدولة لشؤون البلدية م.سالم الأذينة على أن تعرضه الحكومة الخميس المقبل في مجلس الأمة.
والمنظور الإسكاني الجديد يوفر 152 ألفا و610 وحدات سكنية يساوي مجموع ما توفره المدن الجديدة 138 الفا و530 وحدة والضواحي السكنية التي تنفذها المؤسسة العامة للرعاية السكنية الآن تبلغ 14 ألفا و80 وحدة سكنية خلال 7 سنوات.
والسؤال كيف يمكن تطبيق المنظور الإسكاني الجديد بهذه المدة ونحن لا توجد لدينا البنية التحتية الجيدة؟
والأمر الأهم ألا يكون هذا المنظور الإسكاني مرتبطا بوجود الوزير الحالي من عدمه ففي الدول المتقدمة تقدم الخطط وتعتمد ويبدأ تنفيذها دون التأثر بالتغير الوزاري إن وجد طبعا أما عندنا فهو موجود وقادم وبقوة، والعلم عند الحكومة.
رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم توقع تعديلا وزاريا بعد 23 الجاري، وطبعا وكالعادة لن يحاسب أي وزير على فشله كما لن يتم تكريمه على نجاحه.
أخيرا نقول
إياك واليأس من نفسك فإنه يسقط الهمة
إياك واليأس من وطنك فإنه يهدر الكرامة
إياك واليأس من روح الله فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
[email protected]