عرفته قبل أكثر من 6 سنوات، لا يتوقف عن التفكير، وكتابة الاقتراحات، ومنذ اللقاء الأول، لمست ذلك في شخصيته، فهو كثير التفاعل مع قضايا المجتمع، يجهد نفسه لإيجاد الحلول، ويعمل دون النظر الى حجم المعوقات، فعندما تسلم إدارة المنشآت العسكرية، وكانت آنذاك إدارة صغيرة عمل فيها منذ اليوم، على أن تكون إدارة متميزة، وقد نجح في ذلك نجاحا كبيرا.
في بداية كل صباح اعتدت أن أجد له رسالة في صندوق الوارد، وكانت رسائله تحت عنوان «سؤال طرى على بالي»، وفي بعض الأحيان نتناقش في بعض الأسئلة، فتطرح أسئلة جديدة، وكعادته بوناصر يتسع صدره لجميع وجهات النظر.
كان الشيخ صباح ناصر السعود الصباح إنسانا رائعا، سريع التأثر، لا يقبل بوجود الخطأ، ولا يرضى به، وكان محبا لوطنه، حريصا على الارتقاء به، وقد كانت له بطولات كثيرة أثناء الغزو الغاشم على الكويت.
وحتى في أكثر اللحظات صعوبة، كان بوناصر متفائلا، فلا أنسى كلماته، وهو يقول «الحافظ الله»، وكان في كل لقاء يجمعني به يبادر قائلا: «أهلا، أهلا»، وهو كما عرف متواضع دائم التواصل.
افتقدت رسائلك الصباحية يا أبا ناصر، وأنت تذيلها باسمك وصوتك، وأنت تردد «أهلا، أهلا»، وصورتك وأنت تبتسم رغم كل ما في داخلك من الألم، والأكثر من ذلك أنني افتقدت رجلا لم يتأخر يوما من الأيام عن تقديم النصح والإرشاد.
وداعا، وأسأل الله أن يغفر لك، وأن يجعلك من أهل الفردوس الأعلى.
[email protected]