نوال الدرويش
لا تكاد تخلو صحفنا اليومية من مقال أو تحقيق عن المشكلة المرورية، كما أنها تمتلئ دائما بأخبار مقترحات النواب أو أعضاء البلدي للتخفيف من أثرها وايجاد حلول ناجعة لها.
ولاشك في ان المشكلة المرورية لدينا أصبحت تستحق هذا الزخم الإعلامي الكبير، ونيل اهتمام المسؤولين والكتاب والإعلاميين، لأن أبعادها كثيرة ومتعددة، يمكننا اختصارها في بعض النقاط كما يلي:
-
المشكلة المرورية كفيلة بإصابة عدد كبير من المواطنين والمقيمين بعدة أمراض «عافاكم الله» ما سينفق عليها أولى بانفاقه على حل هذه المشكلة وتجنيب الجميع الآلام والمعاناة.
-
المشكلة المرورية تتسبب يوميا في قتل أرواح بريئة فتيتم أطفال وترمل نساء وتضيع أسر بفقدانها عائلها الوحيد.
-
المشكلة المرورية تكبدنا جميعا أموالا طائلة جراء الحوادث البسيطة التي نتعرض لها جميعا بسبب الزحام الشديد ولا تخفى عليكم اسعار الكراجات.
-
الوقت الذي نهدره في الطريق للوصول الى الجهات التي نريدها، كفيل بإنجاز مشاريع ضخمة والمساهمة في ابتكار ما يعود علينا بالفوائد لنا ولأجيالنا القادمة ولكم أن تحسبوا ساعة على الأقل يقضيها كل منا في الطرقات زيادة عن الوقت المطلوب فعلا لقضاء حاجاته جراء هذه المشكلة.
-
ويمكن لكل منا أن يزيده على هذه الأمور الكثير والكثير، لكن لماذا لا نوجه اهتماماتنا وجهدنا بشكل مكثف لحل هذه المشكلة والتي بدورها يمكن أن تحل الكثير من المشاكل، فهل يخفى على المسؤولين ان تغيير دوام طلبة الجامعة والتطبيقي ليبدأ في الساعة التاسعة على أن يبدأ القطاع الخاص في الثامنة صباحا يمكن أن يسهل في حل نسبة كبيرة جدا من الضغط خلال فترة الذروة وفي الصباح، خاصة ان طلاب المدارس اعدادهم كبيرة.
أما إذا تطرقنا إلى المخالفات المرورية فهي كثيرة جدا، والعائد منها يصل الى مبالغ طائلة فلماذا لا تتم الاستفادة من ملايين المخالفات في مشاريع تخفف من وطأة هذه المشكلة، فمن خلال التنسيق بين الداخلية والبلدية والأشغال يمكننا زيادة حارات الطرق وعمل مداخل ومخارج جديدة للمناطق وانشاء المزيد من الجسور ذات الأدوار المتعددة وغيرها من المشاريع، التي ان كانت تواجه صعوبات حاليا فستدخل نطاق المستحيل مستقبلا.
أما أهم النقاط في تخفيف الزحام المروري فهي في رجال المرور أنفسهم، لأن بعضهم يقف أحيانا متفرجا وسط منطقة مزدحمة، رغم ان تدخله يمنع وقوف سيارة أو اجبار البعض على سلوك سلك طريق آخر أقل ازدحاما وغير ذلك من الحلول التي يمكن ان تسهم في انهاء الزحام في وقت بسيط، لكن للأسف لا يحدث ذلك، لهذا يجب على وزارة الداخلية الدقة في اختيار رجال المرور من أصحاب الشخصيات القادرة على ادارة المشكلات مع زيادة الدورات التوعوية لهم بحيث يركز الجميع على حل المشكلة في المقام الأول بدلا من تصيد الأخطاء وتسجيل المخالفات.