«بنعمل في نفسنا كده ليه؟» تلك كانت جملة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، عندما علق على ما أعلنته وزيرة الصحة والسكان د.هالة زايد عن وجود نحو 11 مليون مواطن مصري يعانون من أمراض بعد مسح نحو 17 مليونا في حملة المسح الطبي الشامل للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية، وأن 75% ممن شملهم المسح وزنهم فوق المعدل الطبيعي.
وجاء هذا التعليق للرئيس السيسي خلال قيامه بافتتاح عدد من المشروعات التنموية حيث قال: «تقريبا 11 مليون مواطن لديهم مشكلة صحية تختلف من إنسان لآخر وقد تجتمع الأمراض الثلاثة أو الأربعة «سكر وضغط وفيروس سي والسمنة في إنسان واحد، بنعمل في نفسنا كده ليه؟».
ما يدق ناقوس الخطر أن السمنة ليست مشكلة مصر فقط، بل إنها مشكلة كبيرة تعاني منها الكثير من المجتمعات العربية، وفي مقدمتها الكويت التي تصل السمنة فيها إلى «المفرطة»، قد تختلف الأسباب التي تؤدي للسمنة المفرطة من دولة لأخرى، وقضيتنا ليست البحث عن الأسباب لكن قضيتنا هي وجود الحلول لعلاج مجتمعاتنا العربية من هذا الوباء!
«الرياضة» هي الحل كما اقترح الرئيس السيسي، فلابد من الالتزام بها وجعلها مادة أساسية في جميع المراحل الدراسية، وقد كان الرئيس السيسي صاحب رؤية عندما طالب بأن تكون «الرياضة» مادة محتسبة في الرسوب والنجاح، وتشديده على أهميتها من خلال دخولها في المجموع التراكمي ونسبة النجاح.
من هذا المنطلق ومن هذا الاقتراح نناشد جميع المسؤولين ليس في الكويت فقط بل وفي كل الوطن العربي ضرورة الالتزام بالرياضة، وأن تصبح مادة رئيسية وليست تكميلية في جميع المراحل العمرية والدراسية، ووضع خطة دراسية لهذه المادة تشمل كلا من الشق النظري والشق العملي مع الوضع التدريجي لمراحل الرياضة وفق المراحل العمرية للطالب.
هذا بالنسبة للجانب التربوي، أما الجانب الإداري، ونقصد به الجهة المسؤولة عن الشباب والرياضة فلابد أن تضع البدائل الرياضية بمعنى ألا تكون ممارسة الرياضة مقتصرة فقط في النوادي والمراكز التابعة لوزارة أو هيئة الشباب والرياضة، بل حان الوقت أن يضع المسؤولون خططا مبتكرة ومتنوعة لتكون ممارسة الرياضة في جميع المرافق العامة للدولة، ومن ذلك على سبيل المثال لا للحصر ما يقام في حديقة الشهيد من تطوع فردي، فعندما ذهبت إلى حديقة الشهيد وجدت بعض المتطوعين يقدمون برامج رياضية منها «اليوجا.. التمارين البدنية»، وعند سؤال بعضهم، أجابوا: بأنهم يقومون بتنظيم مجموعات من خلال الانستغرام تعلن عن البرنامج الرياضي الذي سيقدمونه مع تحديد الوقت والمكان، ولمن يرغب في المشاركة «أهلا به»، دون أي مقابل مادي ودون أي مظلة حكومية.
والسؤال هنا للمسؤولين لماذا لا يتبنون مثل هذه الأفكار ويدعمونها؟ توجد أفكار عديدة تقوي شبابنا وتملأ فراغهم، وتقوي أبدانهم، وتغذي عقولهم بالصحة والرياضة ولكن.. محلك سر!
* مسك الختام: العقل السليم في الجسم السليم، ولكن ما نقول إلا مثل ما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي «بنعمل في نفسنا كده ليه؟».
[email protected]