إيه يا عنتر، صفعك أخوك شيبوب على وجهك وبدأت تتناول حبوبا للأعصاب؟ سبحان الله يا عنتر تحولت لرجل مكسر، فمن بعد تلك الأغاني والأشعار صرت مهزلة القبائل والأقطار، فعنتر تحول لأغبر، محاولا لملمة ما تبقى من نعاجه لعلها تستره إذا ما نفي إلى الصحراء، ونسي أن الصحراء ستأكله قبل أن تأكل نعجته الأولى، فحق لنا إذن تسميته بعنتر النعجة دعونا من عنتر وأخيه أو من النعجة وأحفادها، فكلما ذكرت النعاج تذكرت سورية وحلاوة لحومها، طبعا لحوم الخراف وليس البشر، فإذا كنت أسدا أو ضبعا فستجد من يخبرك عنها هناك ولسنا بصدد طعم لحوم البشر.
وأهل الخليج يعلمون عن طيب المرعى وطيب المواشي عندهم، بل وجودة الإنتاج، فالمشهور هناك ما يعرف بالتيس الشامي وهو من أغلى التيوس ـ حسب ما أظن ـ وأجملها، وللجمال مقاييس ومواصفات عند أهلها وراغبيها، ولكن ما إن يبدأ التيس «ينكخ» و«يرافس» و«يبمبع» ففي الغالب يكوونه، فعملية الكي هذه لابد لها من صبر وتكاتف لمسك هذا التيس الأزعر وبتر أذنه ومن ثم كيه، فالتيس كما يقولون عفي و«مطفوق» لكنه قوي، فعلى هذا جرت العادة عند نهي الولد الشقي إذا عبث ولعب بالأغراض بالقول «اقعد يا تيس». وقد أبت «زغاريد» الشام إلا أن تكسر السكون، وتحطم أسوار الخضوع، فها هي جثامين آلاف الرجال قد سبقتها الورود وبللتها الدموع، ودعا لهم الملايين في الشمال والجنوب، فهؤلاء هم الأحياء، فمن هم بواكيكم؟ إن النظام العقلي والمنطقي والأخلاقي، يقول إننا اليوم نشهد أن حكومة مسلحة تقتل شعبها الأعزل، بطريقة وحشية تذكرنا بنظام المقبور صدام، فحتى المستعمر الذي يدعي أنه صاحب الأرض وجزء من الشعب لم يفعل بشعبه كما فعل النظام السوري بشعب، فالرصاص الحي والسحل والركل، هي من أفعال الهستيريا السابقة لسقوط النظام.
فلو أنه فهم الدرس وتعلم مما شاهده في العالم العربي، لتجاوز هذه الحفر، لكنه أصر فقتل، أصر مدعيا أن اسرائيل هي من وراء ذلك ولكن عار أن تصف شعبا كاملا بأنه تحركه إسرائيل وإن صدق فلماذا لم تحركهم من قبل؟ ألم تخترق إسرائيل سماءكم وتقصف أهدافها في بلدكم وأنتم تشاهدون؟ أو تحتاج إسرائيل لشعب أعزل مكلوم حتى يسقطكم؟ عار فأنت سهل بالنسبة لإسرائيل ولن تحتاج حتى لإثارة شعبك، ولكن في الحقيقة أنت من تحتاج لهذا الكذبة حتى تبرر لنفسك القتل والتعذيب، ومثلك أيضا أناس يصدقونها حتى يجدوا تبريرا للوقوف معك لكن زغاريد نساء الشام وصلت، فاحذروا من أصوات رجالها.
٭ نص سالفة: إن كلمة الحق إن لم تقل فسيقولها رجال غيرنا، والحق ليس حكرا على أحد بل أنت حكر للحق، فنحن لدينا منبر حر وصحافة حرة في بلد ديموقراطي مستقل، له قوانينه وأنظمته، فمن لم تعجبه طريقة حياتنا ولا صحافتنا فليرحل، فنحن بلد ولسنا قرية فافهم إن لم تفهم، وباب القضاء للجميع مفتوح. ومبارك عليكم ما تبقى الشهر.
[email protected]