أبدأ مقالتي بعنوان «الانتقام... من أجل الحب» وقد يتبادر لذهن القارئ أنها قصة لكاتب خيالية أو انها من وحي تفكيره إلا أن الواقع يشير إلى انها قصة حقيقية بطلها شخص معتاد الإجرام سرت المخدرات في دمه وجسده حتى أفقدته الشعور بأنه إنسان فراح يسعى في الأرض خرابا وتدميرا ولم يقتصر على تدمير حياته ومستقبله بل اتخذ من الجريمة حرفة له رغم ثرائه الفاحش من تجارة المخدرات كما حوتها تلك الواقعة. وما جعلني أسرد تلك المقدمة هو ان حبه الشديد لزوجته جعله ينتقم منها بعد دخوله السجن ويفكر في الانتقام حتى لا تتزوج بغيره فهذا المجرم لا يستطيع ان يطيل لساني بذكره بأنه بشر عادي بل انه مجرم معتاد الإجرام والسبب في ذلك إقدامه على تعاطيه المخدرات التي أفقدته الوعي وجعلته إنسانا فاقد القدرة على التمييز حاول قتل والده ثم بادر بحرق منزل أسرته في منطقة العيون كل ذلك تحت تأثير السموم التي يتناولها «المخدرات» فضلا عن أنه سبق اتهامه بعدة قضايا تعاطي مخدرات وأودع مستشفى الطب النفسي لعلاجه، فضلا عن حبسه 7 أعوام في قضية قتل أحد جيرانه بطريق الخطأ كل هذا الإجرام مسطر بصحيفة سوابقه، هذا المجرم رغم وجوده بالسجن لم يفكر في الاستقامة والعودة إلى ربه في هذا الشهر الكريم بل راح تفكيره الشيطاني يهديه إلى كيفية دخول منزل «نسايبه» بمنطقة القصر ويحاول قتل زوجته وما دفعه إلى ذلك هو علمه بأنها أقامت دعوى طلاق وتريد فصم عرى الزوجية وان المحكمة ستحكم لها إلا ان تفكيره هداه الى الا يتركها تتزوج بغيره، وفي أول أيام رمضان الكريم شهر المغفرة والرحمة وقبل انطلاق أذان المغرب هاجم هذا الشيطان منزل «نسايبه» في القصر وطعن زوجته 10 طعنات نافذة أدت إلى دخولها إلى غرفة العناية المركزة في مستشفى الجهراء بين الحياة والموت وهذا الشيطان ليس لصا يحاول السرقة وانما زوجها الذي خرج من السجن المركزي قبل يومين من ارتكاب تلك الجريمة. أما عن كيفية ارتكاب الجريمة فقد تسلل لذلك المنزل عبر فتحة تكييف السقف وفاجأ زوجته بالطعنات القاتلة فتوجه أفراد عائلتها صوب استغاثتها بالمطبخ ووجدوها غارقة في دمائها وشاهدوا الشيطان يهرب من فتحة التكييف فقاموا بإبلاغ عمليات النجدة وبجمع التحريات عنه تبين ان ذلك الشيطان الأعمى خرج من السجن قبل يومين من ارتكاب جريمته بموجب كتاب استرحام لقضائه فترة سجن احتياطي على ذمة قضايا من بينها كما ذكرت الشروع في قتل والده وجريمة حرق منزل أسرته في منطقة العيون وأضافت التحريات انه يمتلك أموالا كثيرة لا يعرف مصدرها ويعتقد انها من تجارة المخدرات والأدهى تلك الواقعة ان والده سبق ان حذر وزارة الداخلية عبر جريدة «الأنباء» السباقة في سرد الوقائع وتفصيلها بأن نجله «الشيطان» سيرتكب جريمة قتل وهذا يدل على ان والده يعرف ما يكنّه ذلك الشيطان ويضمره في قلبه من انتقام وفور جمع التحريات لم تتهاون وزارة الداخلية في البحث والتحري عن ذلك المجرم الشيطان وتم القبض عليه واحتجازه تمهيدا لمحاكمته.
أما عن المنظار القانوني فالواقعة تنتابها عدة نصوص قانونية، فالزوج استطاع الدخول إلى منزل «نسايبه» بمنطقة القصر وذلك بقصد ارتكاب جريمة قتل زوجته وهو الأمر الموقع عليه بالمادة 255 من قانون الجزاء والتي أفرد لها المشرع عقوبة الحبس مدة لا تجاوز 3 سنوات فضلا عن نيته ارتكاب جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد بأن نوى العزم وعقد النية على قتل زوجته حتى لا تتزوج بغيره وهو الأمر المعاقب عليه بالمادتين 150، 151 من قانون الجزاء والتي أفرد لها المشرع عقوبة الإعدام إلا أنه ولما كانت الجريمة قد خاب أثرها لسبب لا دخل لإرادته فيه وإنقاذ الزوجة ونقلها للمستشفى للعلاج الأمر الذي عد شروعا في قتل وهو المعاقب عليه بالمادة 161 من قانون الجزاء والتي افرد لها المشرع عقوبة الحبس التي لا تجاوز مدته 10 سنوات ولما كانت جريمة انتهاك حرمة ملك الغير قد ارتبطت بجناية الشروع في القتل وقد انتظمهما سلوك اجرامي واحد فالأمر الذي يتعين معه هو توقيع عقوبة الجريمة الأشد وهي الشروع في القتل والمعاقب عليها بالحبس مدة لا تجاوز 10 سنوات عملا بالمادة 84 فقرة 1 من قانون الجزاء.
www.riyad-center.com