كما هو حال الحياة، تأخذ منا على حين غرة ومن دون سابق إنذار، رواد كانوا بالأمس شعلة ومنارة للثقافة والفنون، رحل عنا بالأمس أحد أبرز أهرامات المسرح والفن والدراما بالخليج والعالم العربي، الفنان عبد الحسين عبد الرضا في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، وذلك بعد أزمة قلبية حادة ألمت به.
رحل بعدما قدم في حياته الكثير من الاعمال التي أثرت المشهد الثقافي العربي والخليجي على الخصوص بالتفرد والتميز، في وقت كان الخليج العربي يعيش مراحله الاولى من الانفتاح الثقافي، فساهم بأعماله العديدة والمتنوعة في التعريف بالفن الخليجي وجسد عدة شخصيات عكست الحياة والعلاقات الاجتماعية بالخليج، في قالب من الاتقان والسخرية التي تحترم ذوق المتلقي والمشاهد، فكانت بذلك أعماله كلها بعيدة عن الشحن التجاري والمزايدات الربحية، فكسب بأعماله وشخصيته المرحة كل القلوب.
وأمام هذا المصاب الجلل لا يبقى لنا سوى حزن عميق في القلب ودمع العين، واسترجاع كل الذكريات التي زرعها بالأمس، بهدوء وفي صمت، فنعانق ذكريات «درب الزلق» و«الاقدار» و«قاصد خير»، و«باي باي لندن» و«سيف العرب» وغيرها من الأعمال والإنجازات التي ستظل شاهدة على أصالة سفير الفن الخليجي، الفنان عبد الحسين عبد الرضا.
ولا نقول الا ما يرضي الله، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
إنا لله وإنا إليه راجعون.